حياتي مع الوسواس و الأرق و العادة السرية نتخلص من شيء يأتي الأخر

سيبدو لك ردي غريبا وسأحصل على الكثير من التسليبات مع أني أعتبر شخصا دارسا لهذا الأمر الذي تقوله وفي بداية التخصص به، لأن مجتمع حسوب آي أو أصبح غريبا هذه الأيام، ولكن لا يهم، المهم أن تستفيد عزيزي.

أولا: يجب أن أنوه لشئ خطير كتبته في مشاركتك وهو:

العلاج السلوكي عبر الإنترنت

لا يوجد شئ اسمه العلاج السلوكي عبر الإنترنت، إنه وهم عزيزي، إن العلاج السلوكي هو برنامج متكامل يدرسه خريجي كلا من الطب البشري (ليتخصصوا لاحقا في الطب النفسي) وعلم النفس، هذه العملية هي عملية علمية تحتاج لتصميم برنامج لكل حالة على حدة، والتحرك في البرنامج وفق ردود فعل الحالة، وهذا يعني أن الموضوع يحتاج إلى لقاء شخصي وجلسات وسماع الحالة، والأهم وقبل هذا كله هو تشخيص الحالة من قبل طبيب نفسي ووصف العلاج السلوكي كعلاج لها يا عزيزي، ما تراه من أعراض مكتوبة في الإنترنت وتظن أنك مريض بالمرض الذي تصاحبه هي الأعراض هو توّهم لا أكثر ولا أقل، وأنا وزملائي أصبنا به مئات المرات ونطلق عليه مصطلحاً خفيف الظل يسمى ب "متلازمة طالب الطب" أو medical student syndrome وهذا المصطلح يصف حالاً كنت دائما عليه أنا وزملائي حينما ندرس الأمراض المختلفة، فتارة نظن أننا مصابين بمرض في الجهاز الدوري أو القلبي، وتارة نظن أننا مرضى بأمراض نفسية، لدرجة أنني شخصيا في يوم من الأيام قمت بشراء إختبار حمل وقمت بإستخدامه بدافع هذا الوسواس (إختبار الحمل الإيجابي بالنسبة للذكور يعني أنهم مصابون بسرطان الخصية)، أرجو أن تكون هذه النقطة قد وضحت وأن تتوقف عن ذكر أن عندك مرض حتى يتم تشخيصك بالمرض.

الآن لنتحدث عن مشاكلك بشكل علمي ومنطقي:

ما معنى "إدمان العادة السرية"؟ هل تعرف عما تتكلم عندما تقول "مرض إدمان العادة السرية"؟

في الواقع لا يوجد في كل أمراض الطب مرض يعرف بإدمان العادة السرية، عزيزي آسف لو أن نبرتي تبدو متعالية ولكن أريد أن تتعلم ويتعلم الشباب في سنك لأنني مررتُ بما مررتَ به وجميع الشباب يمر به، وبعدها درستُ بدقه ما نتحدث عنه في تخصصي الدراسي وفهمت القضية بشكل كامل، عموما، أنا متأكد أنك لا تستطيع تعريف كلمة "إدمان" بشكل علمي، وهذا يظهر من كتابتك لكلمة "إدمان العادة السرية"، لأنه طبيا العادة السرية هي سلوك إنساني طبيعي لتفريغ الكبت الجنسي (هذا الكلام لا ينطبق إن كنت تشاهد الأفلام الإباحية أثناء إستمناءك، لأن مشاهدة الأفلام الإباحية تصنف تحت تصنيف الإعتماد أو Dependence وهو تصنيف آخر غير الإدمان ولكنه أيضا به ضرر على الإنسان).

ذكرت مشكلتين أخرتين، وهما الأرق، وعدم تنظيم الوقت، وهنا سأتحدث معك بشكل عملي:

بالنسبة للأرق، فحسب ما أرى من أصدقاء وأشخاص يطلبون النصح بهذا الموضوع هم مصابون في الغالب بأحد أو كل الأسباب التالية (وهي جزء من أسباب الأرق):

1- يستخدمون الهاتف المحمول أو الحاسب الآلي وهم مستلقين قبل ما يُفترض أنه وقت النوم:

عزيزي إن أسوأ شئ يقوم به الإنسان الذي يريد النوم هو التركيز أو الحركة قبل النوم مباشرة، لذلك ينصح الأطباء بتجنب إستخدام الهاتف المحمول أو الحاسب الآلي لحوالي نصف ساعة على الأقل حتى وقت النوم المطلوب، لتجنب التركيز في هذه الأشياء، ولا تقل لي أنك ستشغل يوتيوب على قوائم تشغيل عشوائية أو ستقوم بفتح موسيقى ولو كانت هادئة، الهاتف والحاسب ممنوعين، وحتى استخدامهما لقراءة الكتب الإلكترونية ممنوع، لأنهما يصدران طيف ضوء أزرق وهذا سيحرمك النوم، ولكن يبقى أنه يمكنك قراءة صفحات من رواية (وليس كتاب منهجي)، عبر نسخه ورقية في ضوء خافت قبل النوم .

2- يحاولون النوم في مكان مضاء، أو به تشويش:

إطفاء الأنوار حولك أو ترك Soft lamp واحدة فقط هو شئ مهم لمن يريد النوم، أيضا يجب أن تكون لك مساحة خاصة للنوم ولا تقوم بها بشئ غيره، وذلك لأن الدماغ بالفعل يتعود على أفعال محددة في أمكنة محددة.

3- لا تفكر في ما حدث بالأمس وأنت على السرير:

الكثير منا في الواقع لا يحافظ على صحته النفسية، بالتجاوز عن أخطاء الكثيرين من المحيطين به، وهذا خطأ كبير، لأنك ستجد نفسك تحدث نفسك عما حصل وغير قادر على النوم وتفكر كثيرا في أشياء سخيفه وصغيرة وكان يمكن إنهاؤها في لحظة أحيانا كشخص قام بإيذائك لفظيا مثلا أو سخر منك وأنت سكتت عليه، فتعود وقبل النوم وتفكر لساعة أو أكثر فيما قال وفيما كان يجب عليك قوله، وهنا يبدأ الأرق، الحل هو التعامل مع كل ما يمكن أن يصبح شيئا ربما تندم على عدم تعاملك معه إن لم تفعل، واجه الناس والحياة (ولكن لا تكن بلطجيا).

أخيرا بالنسبة لتنظيم الوقت، فأنا لست خبيرا بهذه الأمور، ولكن سأشاركك فقط بشئ تعلمته وأنا أدرس وأفادني جدا لأنني كنت سيئا في تنظيم وقتي للدراسة، وهو ما يُعرف بمؤقت الطماطم أو ال Pomodoro Timer وهو نظام يقوم على تقسيم العمل، وتنفيذ كل قسم منه في 20 دقيقة والحصول على 5 دقائق راحة بين كل قسم، ومن ثم الحصول على راحة كبيرة بعد إنجاز مهمة (تأخد 4 أو 5 دورات أو ما مجمله ساعتين)، ويمكنك لفهم كيفية عمل هذا المؤقت البحث عنه، وستجد الكثيرين يتحدثون عنه.

وأخيرا تذكر عزيزي، أنت لست وحدك، وكلنا نمر بهذه الظروف في هذه المرحلة العمرية ولكن الأمور ستتحسن إن قمت بتنظيم حياتك بشكل أكبر,

أولا الحمد لله على نعمه التي لا تعد و لا تحصى ... ثانيا لكل داء دواء ... و معظم المشاكل و الأخطاء التي نقع فيها تأتي منا نحن بسبب إما جهلنا أو تعمدنا للعصيان و تجاهل العواقب أو أخطاء ليس بيدك حيلة فيها .... بداية الأرق أرقني لأكثر من 4 أو 5 أشهر و جعل ليلي نهارا و نهاري ليلا حتى أيقنت بنسبة 98% أني لن أخرج من تلك الدوامة أبداااااااااا .... هل تعلم عندما تستيقظ كل يوم و تقول اليوم سأخرج من الدوامة لكن يمر عليك اليوم دون أي تغير ... هل تعلم أنه في كل يوم تفشل فيه تثبت في ذهني أن العالم تحرك إلى الأمام إلا أنا اعود للوراء ... على كل حال الحمد لله الذي أخرجني منها و هداني لطريقتين ...

لطالما كانت هنالك نسخة عني مثالية في عقلي التي يجب أن أصل إليها إن شاء الله ... من بعض صفاتها هي أن النوم يكون بعد العشاء بثلاث ساعات على الأكثر و الاستيقاظ يكون قبل الصبح بساعة (عدد ساعات النوم لا يجب أن يتجاوز 7 ساعات أو 8) .... الحمد لله خرجت من تلك الدوامة بهذه الطريقة حتى أني ما أن أضع رأسي فوق الوسادة إلا و أجد المنبه يرن(إنها 5 صباحا... واااه كيف لم أشعر ... و الأهم أني بمنتهى النشاط و لا أريد قضاء دقيقة أخرى فوق السرير) ... اليوم يبدأ عندي من الخامسة و ينتهي عند العاشرة ليلا .... لكن صدقني في الليل لن تجد وقتا للأرق و السبب يعود أنك ستشعر أنك ستموت من شدة النعاس و ليس ستنام و ستشعر بمعنى رمي نفسك على السرير بعد يوم حافل (حلاوتها لا توصف) ... على كل حال هذه الطريقة الأولى ... أنا الآن أحاول أن أتدارك هذا النظام مرة أخرى قبل أن يفلت من بين يداي ... لأنه و كما قلت سلفا أن كل المشاكل تظهر فقط بسبب الجهل أو العصيان أو أخطاء لم تضعها في الحسبان.

الطريقة الثانية و هي صعبة و مرة و لكن نتائجها مبهرة .... و هي الإرادة .... يجب أن تضع لنفسك أوقاتا محددة لا يجب أن تزيد عنها بثانية ... و ضع في ذهنك أن كل ثانية تمر فوق الوقت الذي حددته إنما هي حكم أشد من حكم الإعدام إنه حكم الفشل في السيطرة على نفسك و هو أشد الأحكام فتكا .... و تذكر أيضا أن الإرادة عبارة عن عضلة في الجسم و هذه العضلة يجب أن تمرنها و إلا فإن أتفه الأمور ستبدو لك كالجبال ....

بالنسبة للارق ليس من الضروري اعتباره نقمة او ابتلاء حسب وقتك ، و ان كنت تحتاج ساعات اقل للنوم و ذلك كافي و تكون في طاقتك و تركيزك فلم تقاوم جسمك و تحاول جعله ينام ؛ بالنسبة لي اظن يمكنك ترك جسمك يتصرف حسب حاجياته لكن طبعا دون تجاوز الاوقات المحددة و اللازم الاستيقاظ فيها كوقت الذهاب للعمل مثلا و اظن هذا يحتاج رغبة و مسؤولية و سيمكنك الاستيقاظ و الذهاب مهما كانت ساعات النوم . و اظن الارق مفيد من نواحي عدة حيث ستحصل على ساعات اضافية يمكنك استغلالها و فعل الكثيير من الامور ^^