لطالما استهوتني فكرة الجري منذ طفولتي خصوصا عندما أرى أشخاص باجسام ممشوقة وصدر بارز يركضون وعلى وجههم يبدو أنهم يستمتعون . لهذا قررت وأنا أفكر "لماذا لا أكون مثلهم سأبدو بمظهر جميل وسينظر لي الأشخاص بإعجاب خصوصا الجنس اللطيف" . أول تجربة لي أصبت بالإحباط ، ما إن تجاوزت أول 500 متر ركضا متحمسا احسست أن صدري سيخرج من مكانه مع الشعور بصعوبة في التنفس ثم أكملت الطريق مشيا إلى المنزل ومع الطريق اقتنيت زجاجة ماء وسكبتها على نفسي حتى يخيل للآخرين أني ركضت حتى بللت القميص من العرق وأظن أن الفكرة نجحت وأقنعت صديقي .
بعد بضعة أيام من التجربة المحبطة عقدت عزمي في ذلك اليوم وتناولت الكثير من السكريات أملا في تحقيق شيء . كان هناك تحسن طفيف حيث استمررت في الهرولة التي تكاد تكون بسرعة المشي لثلاث كيلومترات لحوالي 40 دقيقة ثم توقفت مع الشعور بالدوخة وألم في الكتفين أوقفت سيارة اجرة مع الحرص أن يوقفني بعيدا عن الحي لكي لا يراني الجيران .
أسبوع بعد الحدث الأخير أقنعت صديق بأن يهرول معي . للأسف وضعت نفسي في موقف محرج واكتشفت أنه يركض مثل الحصان وكنت مثل التافه في الركض بالنسبة له حيث يركض مبتعدا عني ويعود إلي عدة مرات ويستطيع التكلم كأنه جالس في مقهى في حين اني لم أكن أستطيع حتى أن ألتقط أنفاسي أثناء الهرولة (تبا لماذا وضعت نفسي في هذا الموقف لقد كان يحترمني وسأفقد احترامه ) . وصلنا المنزل ولم أتحدث إليه طوال الأسبوع حتى تلاشى منظر ذلك الموقف من تفكيري .
بدأت أخرج للهرولة منذ ذلك الوقت كلما كان كان وقتي فارغا من مرتين إلى 4 مرات في الأسبوع. بعد بضعة شهور تحسنت تدريجيا من الهرولة إلى الركض وقللت الوقت الذي اقطع فيه ما بين 6 إلى 7 كيلومترات من أكثر من ساعة إلى حوالي 40 دقيقة .
كل تلك الأحداث منذ أكثر من ثلاث سنوات أما الآن فوقتي حوالي نصف ساعة في سبعة كيلومترات
التعليقات