السلام عليكم
اليوم سوف أذكر لكم تجربتي بتفاصيلها المملة عن رحلة فشل دامت ثمانية سنوات !
المقال طويل نوعاً ما و مقسم لأربعة أجزاء و هي تجربة ثرية لمدة ثمانية سنوات , تجاوز الجزء الذي لا يناسبك :
الجزء الأول : تجربتي من عام 2009 إلى عام 2018 بين الدراسة و العمل الحر .
الجزء الثاني : قرار التغيير , و بناء رزنامة أعمال لمدة سنتين .
الجزء الثالث : ملخص ما اكتشفته خلال الثمانية سنوات
الجزء الرابع : لو رجع بي الزمن ماذا سوف أفعل ؟
الجزء الأول :
بدايةً دعوني أعرفكم عن نفسي , أنا شاب في العقد الثاني من عمري طالب جامعي في تخصص الهندسة طموح كما اعتقد دخلت لعالم ريادة الأعمال و العمل الحر أواخر عام 2009 م .
غريزة حب المال عندي جعلتني أبحث عن الطرق التي تجعلني تاجر فبدأت بالبحث عن المدونات و المنصات و الفيديوهات التي تتكلم عن العمل الحر و التجارة .
أصبحت مدمن لقراءة الكثير من مدونات العمل الحر و تطوير الذات و أبرزها مدونة رؤوف شبايك و غيرها من المدونات , حتى تشربت فكرة أن العمل الحر أفضل من الوظيفة و أن التجارة هي الطموح الذي علي أن أبلغه .
دخلت للجامعة في أواخر عام 2009 م و لتفوقي الدراسي في المراحل الدراسية دخلت لكلية الهندسة , خلال السنة الأولى في الكلية استطعت الحصول على تفوق دراسي بدرجة ممتاز .
في نهاية سنة 2010 و بعد الانتهاء من فصليين دراسيين و تحديداً في العطلة الصيفية بدأت أتأثر بالكتابات عن العمل الحر بطريقة دراماتيكيه حتى أيقنت فعلاً أن العمل الحر هو المستقبل .
كانت الخطة أن استمر في الدراسة و أن أحافظ عليها قدر المستطاع و في نفس الوقت أعمل في العمل الحر حتى إذا تخرجت من الجامعة أكون متقدم على أصدقائي .
في الفصل الدراسي الأول من السنة الثانية بدأت رحلة الهبوط , انغمست بشكل كامل بكل ما يتعلق بالعمل الحر و نسيت الدراسة حتى وجدت أني قريب من الرسوب في بعض المواد فقمت بحذف مادتين و رسبت بواحدة و نجحت في اثنتين .
وصلت لحالة تبلد تجاه الدراسة فأصبح الرسوب و الدرجات المتدنية أمر طبيعي جداً لا تؤثر فيني خصوصاً عندما كسبت من الانترنت 16 دولار , كانت أمنيتي وقتها أن تسمح لي إدارة الكلية بإلقاء محاضرة في مسرح الكلية لكي اكشف لهم الحقيقة المغيبة عن التجارة و أفضليتها على الدراسة و الشهادة , كنت متحمس جداً بالغوص في عالم التجارة و الاستقلال المالي .
بداية تعرفي على منتجات شركة حسوب عندما أطلق رؤوف شبايك موقع خمسات , كنت من الذين دعموا الموقع منذ بدايته حتى بيعه لعبدالمهيمن الآغا , كانت فرصتي للدخول للعمل الحر و تقديم الخدمة للآخرين عن طريقة خدمة تصميم البنرات و الصور و البطاقات , و لا زال حسابي موجود في خمسات حتى الآن .
في عام 2012 م ظهرت آثار انهيار الصحف الورقية و جاء بديلها الصحف الإلكترونية و أردت ركوب الموجة في بدايتها فأنشئت أنا و صديقي صحيفتنا الإلكترونية لعلنا نكون الأوائل و نفوز بحصة من السوق الصحفي و نبيع الإعلانات على الشركات و الأفراد , كان القرار متسرعاً فبعد دراسة مستفيضة وجدنا أن الصحف الإلكترونية لا تكسب شيء و أن الشركات بدأت تتجه للمنصات الاجتماعية في الإعلان , ثم اكتشفنا أن الصحف الإلكترونية مجرد فقاعة فلم تكن بديلاً للصحف الورقية بل انتقلت الصحافة من مستوى المؤسسات إلى الأفراد , فأصبح الأفراد مصدراً للأخبار الحصرية عبر حساباتهم في مواقع التواصل الأجتماعية سريعة التفاعل مع الناس , فماتت الصحف الإلكترونية بالسكتة القلبية , و من حسن حظنا أننا تخارجنا من هذه الصحيفة في بدايتها .
بعدها انشئت مدونتي الخاصة في مجال ريادة الأعمال فكانت الخطة أن تكون مصدر دخل مالي من إعلانات جوجل أدسنس و بناء رصيد شخصي من الكتابة على المستوى الريادي في التجارة الإلكترونية و تطوير الذات مثل بقية المدونين حتى أصبحت المدونة من الصفحات الأولى في محرك جوجل و جلبت متابعين بأعداد كبيرة و أنا متأكد أن بعض أعضاء مجتمع آربيا قد زاروا المدونة , لكن للآسف و رغم نجاح المدونة النسبي إلا أنها لم تحقق الأهداف المرجوة , فقد أخذت من وقتي و جهدي و مالي الكثير , و ربما لو أنفقت كل هذا الوقت و الجهد على شيء يستحق فربما أصبحت اسطورة فيه أو أنني على الأقل تخرجت من الجامعة .
و بعد الفشل في المدونة قررت استفيد من بعض المهارات التي اكتسبتها مثل الاحترافية في السيو و التي جعلت المدونة في الصفحات الأولى لمحرك جوجل , و استفدت منها في التسويق بالعمولة للمنتجات و برامج الأفلليت أو التتبع و غيرها من الأشياء , فقدمت خدماتي في موقع خمسات و حصلت على مشترين بأعداد جيدة و بجودة عالية بالإضافة بالعمل في مجال التصميم .
اكتشفت أن العمل في خمسات غير مجدي و علي أن أبحث عن مجال أكثر جدوى , و وجدت أن التصميم متعب جداً و مردوده ضعيف أقل من البرمجة و قد تعلمت البرمجة جيداً مطلع 2013 م
في عام 2014 م , كانت هناك فكرة تدور في رأسي لمشروع تقني واعد فأخبرت صديقي المقرب بالمشروع فتحمس له و يا ليته لم يتحمس فقد كان هذا المشروع بداية لقطع العلاقات مع أعز أصدقائي .
لم تكن حساباتي لهذا المشروع دقيقة فصاحبي هذا لا يفقه شيء في المجال التقني و لا يملك الشغف في العمل الحر فكان يراوده الحلم الثراء السريع و وجد صديقه يطلب منه الشراكة في مشروع برأس مال منخفض , فكان قراره الموافقة دون تردد , المشكلة ظهرت حينما بدأت أتحمل أعباء المشروع فصديقي هذا كان ينتظر النتائج و من ثم الأرباح دون أن يبذل أي جهد فأخبرته أنه ليس مستثمر و إنما شريك في المشروع , فقررت فض الشراكة معه و غضب مني و قطع العلاقات معي لسنة كاملة .
أصبحت لسنة كاملة من دون أصدقاء فقررت أن أقدم أعتذاري له بطريقة متكررة حتى رضي بعد سنة و كانت الاعتذارات مذلة نوعاً ما ( فكنت أقول ذلة يعلمها شخص واحد أفضل من أن تبقى وحيداً في أغلب أيام الأسبوع في البيت )
بعدها بدأت أشارك بفاعلية في موقع مستقل في مجال البرمجة , و كنت سعيداً عند حصولي على أول عميل و ظننت أن الحظ قد ابتسم لي حتى جلست فترة طويلة في الموقع و أنا لم أحصل إلا على ثلاثة عملاء فقط رغم أن معرض أعمالي لا بأس به .
أنا كذاب !
كذبت على أهلي و أصدقائي لسنوات طويلة بأن أوضاعي الدراسية في أحسن ما يرام و أني قريب من التخرج.
كانت حالتي الدراسية كارثة إنسانية بامتياز سببت لي وجعاً في حياتي بطريقة لم أتوقعها أبداً و لم أحسب حسابها .
الجزء الثاني :
في أواخر عام 2015 م قررت بناء رزنامة أعمال مدتها سنتين بمسمى ( رزنامة 2016-2017 ) , كان الهدف هو التركيز القوي على تحقيق الأهداف الرئيسية لي فكانت خطة اصلاحية , و هي :
- الانتهاء من الجامعة خلال هذه الفترة
- تطبيق البرنامج الخماسي بشكل يومي
البرنامج الخماسي كان عبارة عمل يومي يشمل:
1- حفظ كلمات انجليزية و لو كلمة واحدة 2- قراءة صفحتين من القران 3- كتابة صفحة واحدة يومياً لأجل تأليف كتاب ( رواية أدبية ) 4- التدرب على الخطابة 5- الدراسة , بحيث أن أدرس بطريقة يومية
للآسف الشديد تم تنفيذ البرنامج الخماسي بجودة منخفضة , خصوصاً في الجزء الدراسي , فقد انتهت السنتين و أنا لم أتخرج و معرض للفصل من الجامعة , كذلك الجانب الخطابي فأنا أخشى أتكلم أمام الجمهور رغم أني أتدرب عليها يومياً و كذلك اللغة الإنجليزية رغم حفظي للكثير من الكلمات إلا أن التحدث بالانجليزية صعب .
في أواخر عام 2017 م تم دراسة و تحليل نتائج الرزنامة لمدة تتجاوز الثمان ساعات , خرجت منها كالتالي :
1- فشلت خطة التخرج في عام 2017 و الخطة البديلة المتاحة هو التخرج في عام 2018 م كأقرب وقت , لأنني حملت الكثير من المواد , و أصبحت معرض للفصل . ( هذه النقطة سيئة للغاية ) 2- ختمت القرآن عدة مرات و خصوصاً في رمضان فكانت نسبة التنفيذ (98%) , قد تكون لسهولة قراءة صفحتين يومياً . 3- استطعت خلال السنتين تأليف رواية أدبية من ثلاثة مئة صفحة , و للآسف الشديد واجهت واقع مرير عندما عرضتها لدور النشر فكانت الشروط تعجيزية و كذلك النشر الإلكتروني لم يكن مغري , و كانت الفوائد نفسية فقط كالشعور بالفخر بهذا الانجاز . 4- التدرب على الخطابة , كنت أتساهل في التدريب فلم يكن جدياً و لا أعرف كيف أتدرب حاولت البحث عن طرق عملية وجدت نصائح معلبة من مدربي تطوير الذات لا تسمن و لا تغني من جوع . (كانت النتائج سيئة ) 5- استطعت الاستماع لكتب صوتية لمدة 113 ساعة . 6- وصل عمري لـ 27 سنة و أنا لم أتمكن من امتلاك شيء استطيع التقديم به على وظيفة ما عدا شهادة الثانوية , ضاعت سنواتي في أوهام لم تتوقف .
الجزء الثالث :
و أيضاً , اكتشفت خلال الثمانية سنوات التالي :
1- أن العمل الحر على الانترنت لم ينضج بعد في المنطقة العربية , و أن السوق العربي ضعيف جداً اقتصادياً , الكثير من الذين يمتهنون العمل الحر خلال الانترنت لم يستطيعوا الحصول على دخل يكفيهم للتفرغ بشكل كامل , تجد شخص كسب عشرة آلاف دولار خلال ثلاثة سنوات مقسمة على ستة و ثلاثين شهر , هذا المبلغ لا تستطيع أن تتزوج منه أو تشتري سيارة أو شقة , و بالتالي فالعمل غير مجدي . 2- الانسان العادي بحاجة لوظيفة مستقرة لكي يمارس حياته بصورة طبيعية , العمل من خلال الانترنت لا يمكن أن يصنع لك هذه الوظيفة ربما يصنع لك وظيفة ثانوية تزيد من دخلك فقط , فقد تابعت الكثير من الأشخاص الذين عملوا من خلال الانترنت لم يحصلوا على وظيفة مستقرة و لكل قاعدة استثناء . 3- اكتشفت أن هناك من يهول و يمدح مستقبل الأرباح من الانترنت و هو لا يملك أي تجربة , و تجده يضرب الأمثلة بستيف جوبز و بيل جيتس و مارك زوكربيرغ , فيخدع الشاب الفقير المدقع بخوض تجارب مجهولة فيتخبط حتى تضيع حياته على نفس طريقتي . 4- تعريف المغامرة و التجربة يتم بطريقة مطاطية عند الكثير , فسبب الجهل للكثير من الناس في مجال التجارة في الانترنت بالعالم العربي و بسبب الوضع الاقتصادي يدخلون في تجارب مجهولة تنتهي بالفشل , قد يقول قائل : تجربة فاشلة تعلمت منها فأقول له هذه التجربة خاضها قبلك المئات و كل ما في الأمر أنك خضتها و تعلمتها بطريقة مدفوعة المال و الجهد و الوقت و كان من الأفضل الاستفادة من الدروس المجانية التي تعلمها الذين قبلك .
5- موقع خمسات و مستقل مجرد مواقع بناء سيرة ذاتية : لا تحاول خلال هاذين الموقعين الحصول على المال , بل قم ببناء سيرة ذاتية من خلال أعمالك الكثيرة فيه و ذلك بجمع أكبر قدر من الأعمال حتى لو كانت العروض متدنية , تستطيع لاحقاً الحصول على وظيفة من خلال استعراضك لأعمالك في هاذين الموقعين , و قس ذلك في مجالات و مواقع آخرى . 6- الدراسات أثبتت أن 95% من المشاريع الإلكترونية تنتهي بالفشل , و هذه نسبة أكبر من نسبة مخاطرة القمار و لو راجعت للمشاريع السابقة التي تم نشرها في موقع آربيا و ترايدنت و غيرها سوف تجد أنها اختفت و لا أثر لها , رغم أنها حظيت باعجاب المتابعين , و أنت لست مستثنى من هذه النسبة .
7- أنا لا أقول لك خاطر بإطلاق مشروعك الخاص فربما تحقق نجاح كبير , لكن نصيحتي أن تتأكد من أمور أساسية في حياتك فربما تكون غير مهيئ لخوص تجارب مجهولة فيضيع زمانك , فإذا كنت شاب في مقتبل العمر أبدأ بالمضمون ( الحصول على شهادة جامعية – شهادة أكاديمية – دورات متخصصة – كسب مهارات خاصة بمجالك ) و غيرها من الأشياء التي تعترف بها الشركات و المنظمات الحكومية و الأهلية , بعدها تستطيع خوض المغامرة في بناء مشروعك الخاص .
الجزء الرابع :
لو رجع بي الزمن ماذا سوف أفعل ؟
1- سوف أخبر نفسي أن الدراسة الجامعية هي مشروع تجاري و اجتماعي و اقتصادي و دنيوي , الفشل فيه ربما يجعل بقية حياتك بمستوى متدني , سوف أركز في الدراسة و أتفرغ لها و أتعامل معها على أنها مشروع شديد الأهمية .
2- سوف أقوم بعمل الأشياء المضمونة في بداية حياتي و لاحقاً استطيع ممارسة أي مغامرة بعد أن تستقر أموري , فربما أعمل في التجارة في عمر 28 سنة و أصبح تاجر و أغنى من صديقي الذي عمل بالتجارة من عمر 18 سنة , و أكون تفوقت عليه في أمور كثيرة و أعيش حياة مستقرة غير مضطربة .
3- سوف أخبر نفسي أن الحماس دائماً خداع , فقد قمت بتأليف كتاب لم يكتمل اسمه " الحماس الذي قتلني " , حيث أن الحماس كان يسحبني من المهام الرئيسية بحياتي التي من المفترض أن أقوم بها إلى تجارب مجهولة لم أحسب حسابها جيداً انتهت بالفشل , فلعلي أن لا أتحمس لأي فكرة أو أتأثر بكلمات أو نصائح شخص محترف فعلى سبيل المثال روبرت كيوكاسي صاحب كتاب "أبي الغني أبي الفقير " رغم نصائحه التجارية المحفزة إلا أن جل مدخوله المالي من بيع الكتب و المحاضرات و ليس من التجارة , فلا تتحمس كثيراً لكل ما يقال .
وضعي الحالي : - أعيش حالة نفسية سيئة , أصبحت انطوائي بقوة , أخشى أسئلة الناس و خصوصاً الأقارب و الأصدقاء عن وضعي الحالي .
أصدقائي القريبين تجاوزني بالسباق فقد ( تخرجوا ) ثم ( توظفوا ) ثم ( تزوجوا ) و بعضهم رزق بأبناء , و أنا لا زلت على مقاعد الدراسة انتظر مصيري في السنة التاسعة من الدراسة الجامعية .
الفصل القادم سوف يبدأ قريباً و ربما يكون آخر ترم لي فأتخرج أو ربما أفصل من الجامعة , لدي تخوف كبير مدعوم بتاريخ سيء .
لدي مشروع سوف أطلقه قريباً , رغم أنني قررت في رزنامة 2016-2017 بأن لا أخوض أي مشروع , لكنني لم استطع فظروفي الحالية مختلفة عن الناس الطبيعيين فلعلى هذا المشروع يغير من حياتي قليلاً , و الذي يميز هذا المشروع عن البقية بأنني لا أكن له أي مشاعر أو خوف فإن نجح فنعم بها و إن فشل فلن أحزن عليه .
سلبياتي التي أراها :
أنا شخص لدي مبالغة في الخصوصية , لا أخبر أحد بأعمالي أو اهتماماتي حتى أقرب الناس لي , فالكثير من الأصدقاء و الأقارب لا يعلمون أني أعمل في خمسات أو مستقل أو التسويق بالعمولة و غيرها , و أعزوا سبب فشلي المستمر لهذه المبالغة فربما لو كنت مكشوفاً لأصبحت تحت الضغط و بالتالي أصبح أكثر انضباطياً .
أنا بطيء في اتخاذ القرار , كان من الأولى ترك الجامعة عندما رأيت حالة الفشل المتكرر و البحث عن تخصص آخر فربما تتغير البيئة و تنجح .
بيئتي ملوثة غير صالحة للتغيير : في كل مرة أحاول تعديل الأخطاء أجد نفسي في نفس الحفرة لا استطيع الخروج منها , أحاول حل مشاكلي بنفسي رغم أنني صاحب المشكلة ففاقد الشيء لا يعطيه !
و أنا هنا أسئلكم سؤالين :
الأول : هل استطعت الخروج من حفرة الفشل المتكرر ؟ ارجوك أخبرنا عن الخطة !
الثاني : هل انتهيت من تأمين الأمور الأساسية في حياتك قبل خوض المغامرات التجارية ؟!
التعليقات