في البداية العنوان الصحيح يجب أن يكون" كل أشكال التحرر التي يود الشخص أن يعيشها لا يمكن أن تكون دون تحرر اقتصادي"

سمايلوفيتش خبير صوصيولوجي يدعي ذلك.

نعم من الصعب أو من الشبه مستحيل أو من الوقاحة الإعلان عن إلحادك أو تشيعك أو لاأدريتك أو ربوبيتك وأنت تعيش في كنف شخص يؤمن بعكس تلك المعتقدات.

في سياق اجتماعي، ستكون دائما تابعاً للشخص أو الجهة التي تعيلك، المشكل أنه في سياقنا الاجتماعي. الاستقلال الاقتصادي قد يكون مكلفاً في السنوات الأولى وجد صعب مقارنة بالغرب ، لا يمكنك أبداً أن تعيش الحياة التي تريد وتتحرر كما تريد ما لم يستقل جيبك وتنتقل خارج سقف منزل والديك ،إذا أردت أن تبقى تحت وطأة معيلك فعليك أن تقبل بقوانينه .

ربما للأمر سلبيات لكن صراحة أجد أن هذا ماتفوق فيه علينا الغرب من وجهة نظري المحدودة طبعا عندما يبلغ الشخص 18 تجده يعيش حياته الخاصة يخرج من بيت والديه يأخذ بعض الأكفف من الحياة يرتكب الأخطاء يتبنى قناعات جديدة و يترك أخرى يستكشف معتقدات غير التي فرضت عليه يحيط نفسه بنوع الأشخص الذين يستفزون قناعاته وبهذا يكسب خبرة شبه شاملة في الحياة و في الحوار و الطبخ والتربية ومعاملة الغير وإدارة المنزل والاعتياد على دفع الفواتير والخ من الخبرات بعمر قصير .

في المقابل وبالمجتمعات العربية مع الأسف تجد الشخص قد تعدى الثلاثين وربما وصل للأربعين ومايزال يعيش في بيت والديه ويتوهم في مزيد من حرية التعبير و والاعتقاد والتفكير وحتى عيش الحياة التي يود أن يعيشها، وحين يتزوج ويقابل الحياة يكون الأوان قد فات لتجريب أمور جديدة فمساحة ارتكابه لمزيد من الأخطاء ستصبح ضيقة جدا لأن المسؤوليات زادت عليه فتجد خبرته في الحياة هزيلة جدا بالكاد تشمل الأساسيات الضرورية الخاصة بحاجيات المنزل مثلا .

بالنسبة لي أرى انه من حق كل شخص يولد في أي بقعة من هذا العالم أن تكون له مساحة من الحرية الشخصية لا يشاركه فيها أحد كغرفة صغيرة او كوخ أو اي مكان يمكن أن ينعزل فيه لوحده عن سائر البشر و ربما يصل الامر لأعتبر الأمر من المقدسات.

لا يوجد أسوء من أن تكون ملحدا ومفروض عليك من قبل من تعيش معهم الذهاب للمسجد على الأقل كل جمعة ولا يوجد أسوء ممن ألحدت ولا تزال تلبس الحجاب وتخرج به للشارع فقط لأن معيلها يفرض عليها ذلك (فتاة تدرس معنا في نفس الجامعة وفي ناد أنا مشترك فيه بمجرد أن غادرت البلاد لاكمال دراستها بالخارج نزعت الحجاب) ولا يوجد أسوء من كليهما ممن ألحد ولا يزال يقوم بإحدى الشعائر عن كره كصوم رمضان .

لو أبعدنا الزوم قليلا و لاحظنا طابع العلاقات بين الدول فسنجد انه نفس المبدأ الذي تسير عليه الدول في العالم من غير الممكن على أي دولة فرض ثقافتها وآرائها مادامت تابعة اقتصاديا لدول أخرى تخشى أن تقطع عليها المدد والمعونة .


في نهاية هذه المقدمة القصيرة نصل إلى الشيئ الأهم و إلى السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هل من تجارب شخصية أو حتى طرق عملية تمكن شخصا قد تجاوز الثمانية عشر وفي بداية عشرناته من الاستقلال ماديا عن والديه في العالم العربي ؟