كنت جالس أنا وصديقي بنعوده، وجاء جارنا وقال لنا.

جارنا : ابن عمي موجود عندنا بالبيت وأخبرني أنه سيتخرج هذا الأسبوع، ولا أعرف ماذا أهدي له..

بنعوده : هذا حفل تخرج يا رجل وليس عرس. الهدية أن تجد له واسطة ليجد وظيفة

جارنا: من كلمك أنت. يوسف، من هذا ؟؟

  • كم تريد أن تكون مقدار الهدية ؟

جارنا: ممم أنا أمر بأزمة مالية حاليا.

بنعوده: الأفضل أن تجد واسطة لنفسك أولا. يوسف !فكرة مقال رائعة هذه، كيف تجد واسطة بكل احترافية.

يوسف: دعك منه هو يمر بأزمة نفسية حاليا لأنه لم يجد واسطة أيضا.. أقترح أن تلامس الهدية مشاعره رغم بساطتها، فمثلا سيكون جميلا لو طبخت له كعكعة حفل تخرجه بنفسك.

جارنا : لا أعرف كيف.

-بسيطة، بسرعة اكتب على اليوتيوب ’’ كيف تحضر كعكة لذيذة ’’، وسترى أن [علم]طبخ الحلويات (سهل)، وستضيفها لمهاراتك أيضا فإذا ما[كررت] نفس الخطوات ستتحصل على ( نفس النتيجة) .. كعكة لذيذة.

نزل ابن عم جارنا من العمارة، سلمنا عليه وسألته عن مشروع تخرجه.

ابن عم جارنا: قمت بتصميم طائرة بدون طيار.

بنعوده: حرام عليكم والله حرام، تريدون أن تهدوا لمخترع كعكة ؟؟

ابن عم جارنا: أية كعكة هه ؟ ولست مخترعا، فـ [علم] صناعة طائرة بدون طيار (صعب) إلا أنك بعدما تتقنه تستطيع أن ]تكرر[ نفس الخطوات لتحصل على (نفس النتيجة) وتصنع طائرة صغيرة أنت أيضا.

بنعوده: يا جماعه ليس لدي وقت لأضيعه معكم. سأبحث في google scholar عن العلوم التي تساعدني بتصميم drone. وأنت. لا تنس أن تبحث في اليوتيوب كيف تطبخ كعكة لذيذة. فسأحتاجك قريبا.

يوسف: قلت لك أنه يمر بأزمة نفسية، جاء ليخبرني أنه يريد أن يفتح محل جوارب وذهب ليصمم طائرة الآن.

بالمساء ذهبت أنا وبنعوده لأحد الفعاليات عن Social Entrepreneurship وسمعنا أحد الشباب يتحدث عن شركته التي تقوم بإرسال الكتب عبر طائرة بدون طيار للأحياء المنعزلة عن المدينة والمكتبات، ويهدف لنشر ثقافة المطالعة بذلك الحي.

وحقق المشروع نجاحا باهرا بأول حي ثم فشل فشلا مخزيا بالحي الثاني ثم نجح في حي آخر ثم نجح مرة أخرى ثم فشل بآخر، ثم فشل مرة أخرى ثم نجح .. وهكذا.

وذكر صاحب الشركة بأن [علم] القضاء على الجهل (صعب جدا) وإذا ما [كررنا] نفس الخطوات فهذا (لااااا) يعني أننا سنتحصل على (نفس النتيجة).

بنعوده: الأفضل أن أفتح محل جوارب. والله أعلم. وهذا لا يعني أنني لن أحتاج جاركم. فسأعمل حفل لإفتتاح المحل أيضا.

الخلاصة:

1-حل التحديات ينقسم #لثلاثة_مستويات:

علم سهل، وتكرار ممكن

علم صعب، وتكرار ممكن

علم صعب، وتكرار غير ممكن.

وسبب عدم الحصول على نفس النتائج بإتباع نفس الخطوات في التحديات بالمستوى الثالث هو تأثرها بأمور لا نستطيع التحكم فيها.

فـ ’’تربية إبن’’ تُعتبر من التحديات من المستوى الثالث، فكثير من الأباء يطبقون نفس الخطوات على جميع الأبناء ولا يحصلون على نفس النتائج. لأن بيئة الإبن الأول تختلف عن بيئة الثاني. من مدرسة وشارع وأنترنيت.

2-إذا تمعنت في أهدافك فستجد أن كثير منها ينتمي للمستوى الأول سهل كتحضير الكعكة، وصعب كصناعة الطائرة، إلا أننا يجب أن نركز أيضا بالقضايا من المستوى الثالث والتي تكون طرق الخوض فيها صعبة وتكرار نفس الخطوات لا يعني النجاح بالضرورة.

3-عندما تجد قضيتك. قد تخدمها ضمن مؤسسة أو جمعية، وتذكر أن تتفادي تقليد الخطط التي نجحت ببيئات أخرى، وتعتقد بأنها ستنجح ببيئتك. كلما استمعت للفئة المستهدفة الخاصة بك وفهمتها أكثر كلما اقتربت من التوصل للوصفة المناسبة

4-فكر في القضية التي يجب أن تعمل عليها، إبحث عن المشروع المعقد الذي عليك أن تساهم فيه. وإنتبه لبيئتك

5-جدد نيتك، وفكر كيف يجب أن تبدأ الآن. وأبهرونا يا مبدعين.