سأل رجل شيخا حكيما هل يبكي الرجال؟ أجاب الحكيم بحزن نعم يبكي الرجال. قال الرجل. متى يبكي الرجال؟ قال الحكيم. يبكي الرجال عندما تموت أمهاتهم. يبكي الرجال حين يفقدون ابائهم. يبكي الرجال حين يمرض احد ابنائهم. يبكي الرجال حينما يزوجون بناتهم. يبكى الرجال لجحود الابناء او استعلائهم او تطاولهم ولو بكلمة. على الوالدين. يبكي الرجال قهرا وغلبا وضيقا وخيبة. يبكي الرجال عند عجزهم عن تأمين لقمة او حاجة او ادنى رغبة لاولادهم. يبكي الرجال لفراق الوطن وغياب الاحبة. يبكي الرجال ولكن في العتمات وتحت الامطار وعلى الوسائد. لكن دموع الرجال لا تخرج من العين على الخد. فيراها الجميع. بل تخرج من القلب وعلى القلب. فيظهر اثرها في التنهدات والنظرات وتجاعيد الوجه وبياض الشعر ورجفة اليدين. نعم هكذا يبكي الرجال. مع السلامة.
قصه وعبره
ولماذا لا يبكي الرجال بشكل طبيعي، وتنزل دموعهم؟ هل هذ ينتقص من رجولتهم
الرجل كائن طبيعي ليس بطلا خارقا، لديه مشاعر وممكن أن يبكي ووارد أن ينهار ويضعف، لا داعي لأن نصدر هذه الصورة فيكبر الولد وهو حابس دموعه فقط لأننا زرعنا به أن البكاء ضعف
للأسف يمارس المجتمع ضغطاً على الرجال فهم مطالبون طوال الوقت بالثبات ومواجهة جبال المشاكل مهما كانت بدون أي انفعال، وللأسف يتأثر الرجال بدفن مشاعرهم فمنهم من يتأثر صحياً فيصاب بأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم وغيره
لكن السؤال لو تعلم الرجال من صغرهم أن البكاء ليس عيبا هل هذا كفيل بأن يخلق مجتمع من الذكور أكثر نضجاً ؟
لا أحب أبدًا ثقافة أن "الرجل لا يبكي"!
أوليس الرجل إنسانًا يشعر ويحس ويتألم؟! ما المانع أن يبكي الرجل؟ البكاء ليس ضعفًا كما يعتقد البعض، بل هو وسيلة للتعبير عن الحزن والألم، كما أن ذرف الدموع يهدئ من الغضب ومن الشعور بالحزن والألم، لكن حبس الدموع وعدم التعبير عن المشاعر وكبتها يسبب الكثير من المشاكل النفسية والجسدية.
لكن في رأيي هناك نسبة من الرجال لا يتأثرون حقًا بكل هذه المواقف يبدون صامدين بلا أثر داخلي واضح لا يظهر الحزن في تنهداتهم أو نظراتهم أو تعابير وجوههم قد يكون السبب طبعهم المتحكم أو طريقة تربيتهم أو ببساطة اختلاف طبيعة مشاعرهم البعض يعيش حياته بلا انفعال ظاهر ويواجه الأحداث الكبرى كجزء طبيعي من حياته دون أن يترك الحزن أي أثر عليهم
التعليقات