بينما كنتُ أفكر، وجدتُ نفسي أكتب هذا…كأنَّ العشرين لا تأتي إلينا، بل نحنُ من نذهبُ إليها، حفاةً، بحماسةِ مَن ظنَّ أنه وصل، ولا يدري أنه بدأ الآن رحلة الضياع الجميل.

العشرين ليست عمرًا، إنها صدفةٌ تُشبه العناق الأول، لا يدوم، لكنه يُربككَ بما يكفي كي لا تعود كما كنت.

في العشرين، نحبُّ أكثر مما نحتمل، ونحلم أكثر مما نستطيع، ونركض خلف كل ما يُشبهنا، ظانّين أننا إن لحقناه، سنجد أنفسنا.

نخطئ كثيرًا…

ولكن، لفرط ما نؤمن بقلبنا، لا نندم.

نغفر، نُبالغ، نتمسك، ونُهزم مرتين؛ مرة حينَ نعترف، ومرة حينَ يُكافَأ صدقنا بالخسارة.

في العشرين، تكتشف أن العالم لا ينتظر، وأن الوقت لا يعبأ بمزاجك، وأنك حين تنكسر، لا أحد سيعيدك كما كنتَ سوى "أنت"، إن استطعت.

تتعلم أن القسوة ليست دائمًا ظلمًا، وأن الذين قالوا لك "أنت صغير" لم يُخطئوا، بل كانوا يختصرون لك الطريق إلى الخيبة.

ومع ذلك…

تحب.

تخاف.

تجرّب.

وتُعيد ترتيب فوضاك مرارًا، لأنك ما زلت تظن أن القلب يستحق المعركة، ولو سالتَ بها وحدك.

العشرين دهشةٌ لا تعود.

وهزيمةٌ نرتديها على هيئة نضج.

هي الفُسحة بين أن تحلم دون حساب، وأن تدفع ثمن الحلم من أعصابك.

فإذا وصلتَ للثلاثين دون أن تنسى أحدًا من العشرين، فاعلم أنك أحببت حقًا… أو انكسرتَ بما يكفي لتتعلّم الكتابة.