استكمالا للمساهمة السابقة

قد تبدو لنهاية القصة مظاهر استبشارية مثل دخول كلية الطب ..ولكن للاسف الواقع ليس بهذه البساطة ..وقانون المعتقدات والمشاعر لا تحكمه التغيرات الطارئة والأحداث المحورية ..بل هو لا يقبل التغيير الا مشيا بطيئا تحبو ببطء نحو اتجاه مغاير..

لم يكن لدخولي كلية الطب الترياق الكامل لتعزيز ثقتي الضائعة بقدراتي ..بل بالعكس لقد كانت ايامي ولياليي في أروقة الكلية مسرحا لجمع الأدلة حول غبائي مقارنة بباقي الطلاب وقصوري عن مجاراتهم ..فقد بدى كل الطلاب بالنسبة لي وكأنهم يملكون وصفات سحرية للحياة وقدرات فهمية قادرة على تجاوز قدراتي المحدودة ..

اي نعم كانت تأتي امواج عابرة تجعلني اشعر انني قادر على الفهم والعطاء والتغيير ..ولكنها تبقى امواج عابرة وسط بحر تلاطمت ارجاءه بامواج مشاعر وافكار من شتى الأنواع ..

لقد كنت لتجلس معي انا طالب الطب وتجدني اقول لك في مجلسنا أنني لست بكفء وانني أعاني من صعوبات تعلم وصعوبات تركيز ..وستتفاجئ أكثر عندما اخبرك بأنني اشك بأن لدي مرض في الدماغ والقدرة على جمع المعلومات ..مصحوبة بنظرة بلهاء ...

ترى هل يمكن لمعتقدات رسخت في الذهن أن تتجاوز الأدلة الصارخة من الواقع على تميز شديد؟!

قد تقول يبدو أن صاحبنا قد سلم فكره للشيطان وأصبح يرحب بوساوسه دون ضبط نفس او قلب وأقول لك

وانا انظر الى الخلف من عين محيطية تطوف في سماء فكري وذكرياتي ..لا إنه ليس كذلك ..إنه أسير معتقدات كلما حاول الأفلات من أسرها ووجد خطط الهرب من معتقلاتها وسجونها واذا بها ترسل دورية خاصة تعيده إلى زنزانته القديمة ..بل وأكثر غرابة ..اذا هو تحرر بشكل مبالغ به ..من الممكن أن تعاقبه بتشديد أسره لضمان عدم هربه مرة أخرى..

للقصة بقية لن تكتمل وتفاصيل لن تنتهي روايتها