اليوم يوم عادي جدًا، استيقظت ورتبت بعض الأشياء في الغرفة، وجهزت حقيبتي الحاصة بالسفر، ثم ذهبت لشراء ملابس لحفل سيكون غدًا، وعدت وأخذت حقيبتي واتجهت إلى السفر، في الواقع في القطار الداخلي أجهشت بالبكاء؛ وذلك لمشكلة أمر بها، ثم هدأت وجلست أتأمل الطريق، نزلت من القطار الداخلي ثم أثناء انتظاري للقطار الآخر أجريت محادثة، محادثة مع طالبة وعلمت أنها طالبة ترميم آثار، أحببت الحديث معها وأخذت رقمها، ثم جاء القطار، وجلست بجانب امرأة في منتصف العمر على ما يبدو لي، ولمرور الوقت أجريت معها محادثة أيضًا، كنت أشكي لها ما يحدث معي، وكذا هي حكت عن ابنتها، ثم بعدما وصلت إلى المنزل تناولت الطعام وتحدثت مع أسرتي، شاهدت التلفاز، تصفحت الهاتف، وها أنا أخلد إلى النوم وكدت أنسى تدوين اليوم، لكن لحظة قررت النوم تذكرت التدوين، فممتنة لمن يقرأ تدويني، شكرًا لك.
"التدوين" اليوم الحادي عشر.
في القطار الداخلي أجهشت بالبكاء؛ وذلك لمشكلة أمر بها، ثم هدأت وجلست أتأمل الطريق
أتفق معك يا رقية أن طول الطريق خلال السفر بالقطار، ومروره بين الكثير من المساحات الخضراء أو حتى غير الخضراء الواسعة يثير في النفس شيء من الشجن.
أتمنى أنكِ استطعت التوصل لحل مناسب لمشكلتك، ترفقي بنفسك وابحثي كل الحلول الممكنة ولا تحملي نفسك فوق طاقتها.
ولمرور الوقت أجريت معها محادثة أيضًا، كنت أشكي لها ما يحدث معي.
هل شعرتِ بالراحة بعد حديثك معها؟ البعض يقول الحديث مع الغرباء يكون أكثر راحة لأنك لن تراهم مجددا وبالتالي لن تهتم لحكمهم أو نظرتهم تجاهك، ولكن عن نفسي لا أجد نفسي مرتاحة أو متشجعة للحديث مع الغرباء فأنا أفضل دائما الخصوصية لتشمل دائرة صغيرة مقربة مني، فماذا عنك؟
في الواقع أنا مع أن التحدث مع الغرباء مريح، ولا أجد أن ذلك يؤثر على الخصوصية؛ إذ أرى بأنهم لن يتذكروا أي شيء بخصوصي، بل ستكون قصة عابرة سمعوها من شخص غريب في الغالب.
أتفق معك رقية ولاسيما أني من أيام كنت في رحلة إلى مسقط رأسي وقد سافرت بالقطار. رحت اتحدث إلى من إلى جانبي ورحنا نتشارك الحديث في أمور عدة منها الشخصي ومنها العام. الحقيقة أني أميل إلى أن أحكي عن اموري الشخصية مع الغرباء لأني أعتبره رفيق السفر الذي لا يجامل؛ فقد يجاملك أقاربك أو يريحك بالقول أما الغريب رفيق السفر فيكاد يلقي برأيه الصريح في وجهي فأفد من رأيه. ولكن لا يعني ذلك أن أحكي أمور شخصية جداً ولكن امور عادية.
التعليقات