لدى ابنتي وهي بعمر تسع سنوات عادة تأجيل المهام، تنفذ فقط المهام ذات الأهمية وتؤجل غير المهم لليوم التالي، وتقسم مهامها بنفس الطريقة، بحيث لا تضغط نفسها، ولأني تربيت على مقولة لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد، وآمنت بها كثيرا، فلدي اقتناع أنه يجب أن أنهي كل مهامي اليوم فالله اعلم ماذا سيكون غدًا، وبدأت بشرح المقولة لها تطبيقًا على مهام الدروس والتمرين وحفظ القرآن، وأنه يجب أن تنتهي من كل مهام اليوم ولا تراكم مهمة للغد طالما لديها الوقت،

قالت لي وما الذي سيحدث إن آجلت مهمة أو اثنين للغد خاصةً أنه ليس لدي درس أو تمرين حتى بعد غد.

فحدثتها عن فوائد مذاكرة الدرس بنفس اليوم وتطبيق الحل عليه.

فأخبرتني ما الفائدة أن اضغط نفسي بين كل هذه الواجبات والاستفادة ستكون أقل، لكن لو قسمتهم المهم جدا اليوم والأقل غدا سيكون أفضل، ويكون لدي وقت أرفه به عن نفسي وأشاهد التلفاز أو ألعب قليلًا، أو اقرأ قصة.

فقولت لها وما الفائدة من هذه الأنشطة إن لم تنتهي من مهامك كلها؟

ردت قائلة تجعلني أستعيد حماسي، ودماغي يستريح.

فشردت لأفكر في تحليلها للأمر

فأكملت، أنا أؤدي كل مهامي بطريقة جيدة، الفرق بيني وبين طريقتك أنك تريديني أنهي كل المهام بنفس اليوم، بينما أنا أنهيها بطريقتي على يومين مع مزيد من الراحة والاستمتاع، وبالتالي لا أشعر بالضغط الذي يصيبني إن أصريتِ علي لأكمل كل المهام بيوم واحد، وأشعر أن استفادتي أقل.

فاقتنعت بما تقول وأن هذه المقولة رغم الجانب الجيد بها، لكن تطبيقها دون مراعاة بعض المعايير مثل أهمية المهمة ومدى ضروريتها والوقت المتاح لتنفيذها فلن تكون سوى وسيلة لتشعرنا بالضغط المستمر.