دلفت (لين) إلي غرفتها بينما الحنين ينتابها،مذكرًا إياها بالذي مضي،لتقرر لخطتها أن تشارك الجميع ما يختلجها وخصوصًا أنها ذكريات تحتوي على الألفة،التكاتف والسند،ومن الممكن أن تهذب بعض النفوس،وتقربها إلى بعضهم،وتزيل أمارة النفس،وشوائبها،لتمسك بدفترها مقررة إفراغ مما مضي ومن ثم تشاركه الآخرين.

لتمسك بقلمها ويخط حبر قلمها أوراقها قائلة:

بعد عدة ساعات من الآن سيبدأ سحور أول يوم برمضان المبارك،ومن عادات عائلتنا المتوارثة أن فطار أول يوم برمضان،بمنزل جدتي الكبير،ذاك المنزل الذي رغم كبره وشاسعة حجمه إلا أنه يكن متكظًا،مليئًا بالأحفاد في كل الأرجاء،صوت قهقهات الصغار وتهاتفهم على جدتي مطالبين بأخذ الحلوي ليصمتوا حتى نكمل باقية اليوم دون وجع رأس،ومن ثم تذهب إلى المطبخ وتقوم بالإشراف على الطعام،مرافقتي لها إينما خطت،لهجتها المازحة لأمي وزوجات عمي،وعماتي لتخفف عنهن ضغط ومشقة اليوم بينما تتابع معهم التجهيزات وهي جالسة على كرسي مطبخها وكأنها ملكة متوجة بحب أبنائها الذي توارثه أحفادها منهم،إختيارها لمكان تناول الطعام،وتواجد الأباء في جهة،والأمهات وصغارهم في جهة،ونحن الحفيدات نجلس بالتراس مشاركين ولاد العم والعمة الطعام،بينما نلتهم الطعام،والجميع في حالة حب،وحنو،والبهجة تملئ أرجاء المكان،لازلت أتذكر ملمس يديها على رأسي وكتفي تربت عليّ وتقدم ليّ الطعام بكرم،ونظرات باقية الأحفاد تحاوطني بنظرات غيرة طفيفة نابعة من حبهم الشديد لتلك الجدة الحنونة،التي لازالت ذكري رحيلها مبكية الجميع،وذكراها تضئ الذاكرة بكل ماهو يقبع بالنفس ويكون سببًا في جعلنا نتمني تغدمها في رحمة الله،لازلت أتذكر ذهبي لها وأنا ألتقط الحلوي ثم أفر هاربة للمطبخ بينما صوتها بالخلف تخبرني بأنني لن أكبر يومًا قط،أحقت القول فأنا الآن أتذمر أمام الوقت وأخبره أن رحيلها كان غير منصف وغير عادل،خطفها الموت من بيننا وكالمعتاد تتسابق دموعي حنينًا إلي رائحتها الزكية،صوتها الدافئ،وتجاعيد عينيها التي تزداد في كل مىة كانت البسمة ترتسم علي محياها المريحة لفؤادي،كم أفتقدها،ليتني لم أكبر يا جدة،لم نشبع من رائحة طعامكِ الشهية،ولازالت رأسي تطالب بكوب شاي من صنع يديكِ ليخف ولو قليل ضجيج رأسي.،مهما أخدت شيئًا ليس له شعور مثل ذاك الشيء المتناولة إياه من يديكِ سواء (طعام،ملابس،كتب،تربيت على كتفي، دعوة نابعة من فؤادكِ بينما أقبع بين أحضانكِ الدافئة...ألخ)صلاتنا في ساحة المنزل وراء عمي (أسعد) وصوته الخاشع،أفئدتنا ضعيفة،تكسرها الذكريات لذا لم نجتمع في منزلكِ بعد رحيلكِ،لكن هذا لم يمنع أن نجتمع فيعقولنا وخاطرنا يتمني أن تعود الأيام يومًا،أود أخبركِ إنني أفتقد حديثكِ،كلماتكِ العميقة التي لم أفهمها حينها، ولكن الآن أدركت أهميتها،أفتقدكِ يا حبيبة القلب*

*أغلقت(لين) دفترها،ونقلت كلماتها،وتجاربها الحانية على جهازها الحاسوب لتشاركه الجميع،وتتلقي تفاعلات متطلبة بالمزيد،لتقرر مشاركة المزيد كل يوم

حودايت نمنم لـ30 يوم غير كل يوم