السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اكتب لكم هنا لمعرفتي بأن الكثير ممن يعانون او كانوا يعانون من مرض الاكتئاب و بعض العزلة و الشعور بالوحدة يشعرون بأنهم هم فقط الذين يمرون بهذه المشكلة ( فغالبية البشر كذلك بطبيعة الحياة )، و أود حقًا ان اشكر كل من كتب لي هنا محاولًا مساعدتي و تقديم النصيحة لي عبر هذا الموقع و اعبر لهم عن أمتناني.

فقد مررت خلال الثلاثة أعوام الماضية باكتئاب حاد و شعور بالقلق الغير مبرر و الانعزال التام عن كل ما حولي و أصبحت فعلًا سجينًا لغرفتي و أخاف حتى من الخروج للذهاب لقضاء حاجتي ( أعزكم الله) فقد خرجت من عملي مرتين فلم أكن قادرًا على النهوض من سريري لأيام، تمر علي أيام وانا أغلق هاتفي لا اريد رؤية الإشعارات تأتيني من تطبيقات التواصل ولا اريد من اهلي و أصدقائي السؤال عن حالي و معرفة ما بي في حال قابلت أحدًا منهم فقد كنت اطلب من الجميع تركي و شأني، واختلق الأعذار لتجنب الجواب و الهروب فورًا لغرفتي.

خلال هذه المدة كنت فاقداً للشهية ولا اشعر بالجوع مطلقًا فكنت أتناول الاكل بصعوبة لكي لا اسقط من التعب، أدخلت على أثره المستشفى ٤ مرات ( استفرغ عصارة المعدة ولا اقوى الوقوف لفتره لا تقل عن ١٥ يومًا في كل مرة أمرض فيها ) فلم أكن اؤمن بأن ما بي هو بسبب حالتي النفسية.

و بعد التفكير ذهبت لرؤية طبيب نفسي لكي أرى ماذا بي ولكن للأسف لم اجد إجابة شافية و مقنعة بقدر ما وجدت الاستغراب من حالتي و كيف لشخص بعمري ان يستسلم لما به بهذي الطريقة و هذه المدة دون القدوم له في وقت أسبق، فلست هنا أعمم الكلام على جميع الدكاترة النفسيين ولكن فقد أحكي تجربتي مع من ذهبت إليه، ولكن فعلًا تجربتي كانت سيئة معه.

و بعد الكثير من التفكير بصحتي و كره هذي الحالة قررت ان استسلم للواقع الذي بي وان أحاول معالجة نفسي بنفسي و بالقراءة عن تجربة البعض فعلى سبيل المثال ( عندما تأتيني بعض الأفكار السلبية أعيشها بقدر الإمكان في مخيلتي و أتخيل أسوء الظروف الممكن حصولها ) و عند الشعور بالاكتئاب اذهب لأخي الأكبر و شرح له بعض الظروف التي أمر بها ( نظرا لتفهمه الشديد بحالتي المشابه لبنته التي حاولت الانتحار )، و جدت عند أخي مالم أجده عند المختص.

وعندها فعلا ادركت ان كل مابي هو خوفًا من المستقبل الذي ليس لي طاقةٌ به ولا بالتحكم فيه، وحسرةً على الماضي الذين أضعته بالقرارات الخاطئة، و الانجراف وراء كل فكرة تأتيني و محاولة عيش حياة تخلو من المعوقات كالتي مر بها أخوتي، و البدء في اتخاذ اصعب القرارات التي كنت اتجنبها سابقًا وان أهلي هم من يحبونني حقًا مهما كانت اختلافاتنا و مشاكلنا العائلية فلا يوجد بيت يخلو منها.

اريد ان اختم بأن بعد كل هذه الازمات أيقنت فعلًا ان أسلم أمري لله وحدة و لا أحاول تسيير حياتي بطريقتي الخاصة فقد اجعلها تحت رحمة الخالق سبحانه و تعالى ( لست أقول هذا كلامًا مثاليًا) فالحياة عبارة عن فرص يجب الاستفادة منها و لحظات يجب عيشها بحلوها و مرها.

عذرا على الإطالة في الكتابة و اتمنى أكون قد وفقت بسرد قصتي مختصرة لكي يستفيد البعض من تجربتي.

و السلام …