انا فتاة في مقتبل العمر اتمتع بكل الخصال الحميدة و الحمدلله لكنني لم اخطب ابدا و هذا اثر على نفسيتي جدا كما أنني تخرجت من الجامعة منذ عامين و لم أجد عمل و هذا مازاد الطين بلة ،العام الماضي اصابني إكتئاب موسمي أصبحت لا اطيق نفسي و عندما بدا الربيع شفيت و الآن مع بداية الخريف بدان حالتي تتدهور مرة أخرى و مايؤلمني أكثر ان امي تتأثر كثيرا بحالتي لدرجة أنها تأخذ دواء لتخفيف القلق ، انا الان احاول ان أكتم في نفسي قلقي حتى لا تنتبه امي ( اعرف ان الزواج قسمة ونصيب لكنني اتأثر بكلام الناس كثيرا لأنني حساسة جدا ) ارجوكم اريد نصائح
كيف اقوي شخصيتي
هوّني على نفسِك ..
أنا فتاةٌ مِثلُكِ وأشعرُ بما تقولين، ولا يتثنى لأحد التحقير من مخاوفك ولا من مشتتاتك ولكن وفا!
ألا تعلمين أنّ للّه خطة وتدبيرٌ لحياتنا نعجزُ عن تخيلها!
ألا تعلمين أن ذاك الذي قُدر لقلبك في سبيله لك، عطاؤه عطاء ومنعه عطاء أيضًا يا وفا.
ورزقك مُقسّم لن يأخذه أحدٌ غيرك ..
دعينا ننتقل لنقطة أخرى وهي (( الفراغ )) ..
ما يصيبنا من فراغ هو ما يجعلنا أتعس البشر، جرّبي أن تفرغي طاقة حزنك في الرياضة، حضور أعمال تطوعية وقوافل خيرية، قراءة وكتابة وتنمية مهارات تودين اكتسابها.
استئناس بأمك العزيزة وفي قلبك : سأؤنسها فإني لا أعلم ماذا يخبيء الغد لي ..جبر اللّه قلبك ، وقرّ عينيك بما تريدين.
تخرجتي من الجامعة منذ عامين إذن أنتِ الآن لم تتخطي عتبة الـ 23 سنة بعد؛ لذا لا داعي للقلق كثيرًا يا وفاء بالنسبة لموضوع الزواج لأن لو علمتي ما في الغيب لأخترتي الواقع، تخيلي مثلًا لو تزوجتي ورزقتي بطفل وتطلقتي بعدها -لا قدر الله- أو توفى الزوج -الله يحفظ الجميع لأحبائهم- كيف ستشعرين حينذاك؟
أما بالنسبة للعمل؛ فأنا على سبيل المثال كنت متفوقة في دراستي وكنت ولازلت أكتب مقالات أفضل من رؤساء التحرير -هكذا قال لي رؤسائي في الجريدة- وعلى الرغم من ذلك القدر يؤخر لي أشياء أعلم أني أستحقها ولكنها لا تأتي.
كل ما سبق، وكل ما يعانيه البشر الآن يتلخص في كلمتين فقط، وهم "تقسيمات القدر" أنتِ الآن على سبيل المثال لا تملكين عمل وزواجك تأخر، ولكن لا تعلمي أن القدر أعطاكي هدايا ونعم أكبر بكثير من زوج صالح وعمل ناجح، ولكنك لن تنتبهي لتلك النعم الآن إلا لو قام القدر بتبديل الهدايا يعني سيعطيكي عمل ناجح وزوج رائع ولكن سيأخذ منك شيء في المقابل.
السعادة والحب والنجاح والمال موزعين على البشر بالتساوي ولكن متى بالضبط ستحصلي على كل منهم هذا بيد الله وحده، وتذكري دومًا أن القدر يقف حائرًا دومًا أمام المنطق والدعاء؛ فكلما أحسنتي الظن بالله فلن يخيب ظنك أبدًا وكلما دعوتي الله كلما استجاب دعواتك.
اقدّر مشاعرك كثيراً ومررت بحالات مشابهه جداً لذا اتمنى لك الرضا والسعاده كل لحظه مر سوف تمر اود كتابة المزيد لكني اشعر بالنعاس اذا استيقظت سأكتب لك بإذن الله .
راسليني فلدي بإذن الله مايعينك
التعليقات