أصنف نفسي من الكتاب المحترفين المهلمين للآخرين, و لدي جمهور واسع متفاعل.

بعض هؤلاء المعجبين يتمنون أن يقابلونني في أي مكان, وصل بعضهم للإلحاح لكي أقابله.

طبيعتي كشخص, اتسم ببعض الغموض, ربما هذا كان أحد أسرار جاذبيتي.

في أحد الأيام, لبيت دعوى أحد المتابعين المعجبين على فنجان قهوة, عندما رأني, أصيب بحالة صدمة, كان يتوقع أنني شخص خارق شكلاً و مضموناً.

الحقيقة أنني خلف الكيبورد شخص محترف, لكنني في واقعي بسيط, لست محترف في الحديث و الإلقاء أو أمتلك كارزيما ساحرة.. أنا أجيد الكتابة, نعم أجيد الكتابة فقط, مع بعض المواهب البسيطة الاخرى.. فكل ميسر لما خلق له!

الكتابة لها علاقة بدخلي المالي, الهالة حولي ربما أفادتني كثيراً على المستوى الاجتماعي و المالي, بالتالي بعد هذا اللقاء الحبي البسيط مع هذا المعجب, استوعبت كيف يفكر الجمهور نحوي.. ففضلت حالة الغموض تستمر على نطاق واسع ما استطعت.

يذكرني هذا بـ بالكاتبة مارجريت حينما قالت: أن الرغبة في مقابلة روائي لأنك تحب كتابا له، هي مثل الرغبة في مقابلة بطة، لأنك تحب الفواغرا.

 الفواغرا: كبد البط.

أيضاً, كان ذو الرمة يعشق ميّة بن عاصم المنقري بنت أحد سادة العرب, فأنشد فيها الأشعار حتى رقّت له مَي وعشقته إلى أن التقت به في يوم فرأت رجلاً دميمًا أسوداً فقالت واسوأتاه وابؤساه!

فأنشد ذو الرمة يقول:

على وجه مي مسحة من ملاحةٍ

وتحت الثياب العار لو كان باديا

فواضَيعة الشعر الذي لج فانقضى

بميٍ ولم أملك ضلال فؤاديا

و جاء رجل إلى الحريري صاحب المقامات ليأخذ عنه شيئًا من العلم وكان الحريري دميمًا قبيح المنظر فاستزرى الرجل شكل الحريري ففهم الحريري ذلك وقال:

فاختر لنفسك غيري إنني رجل

مثل المُعَيدي فاسمع بي ولا تَرَني

أحياناً, كن النجمة المضئية من بعيد أفضل من الاقتراب, خصوصاً إذا كنت غير مضطر للإقتراب, قد تكون قيمتك في ابتعادك و غموضك!