المشاعر تتغير والحب لا يمكن أن يكون بالغصب وعلينا أن نتقبل ونتوقع ذلك خلال أي علاقة. فحتى ولو عرفت السبب الحقيقي، وبغض النظر عما إذا كان وجيها أم لا، النتيجة واحدة وهي أن هذا الشخص قام بالانفصال عنك. لذلك إضاعة الوقت بسؤال لماذا لن يجدي ومهما امتلك هذا الشخص من صفات ومميزات نحبها، بمجرد كونه لا يبادلنا نفس المشاعر والاهتمام، هذا يعني أنه ليس بالخيار المناسب. فدائما قدري نفسك كي تحصلي على التقدير ومن يقدر نفسه سيشعر بالنفور فورا من أي شخص لا يقدره. فعلينا دائما تأمل العلاقات حولنا التي يكون فيها الاهتمام والحب عميقا، متبادلا، وظاهرا، ولا نقبل بما هو أقل من ذلك لأننا فعلا نستحق.
آلام الحب
إذا فهو لم يتبادل معكي نفس شعورك بالحب، فلا يمكن قياس الانفصال بعد ازمه ما بالحب، فأقرب القول فيه "علاقه عابرة" ومثل هذا لا يحزن عليه لانه بكل بساطة لا يتحمل مسؤلية حبه، نعم الحب مسؤلية التزام وعد.
لذلك لا تنشغلي كثيرا بسبب انفصاله فهو لم يكن رفيق الدرب الذي يتحمل معك صعاب الحياة وأمورها، وسوف يعوضكي الله بمن تأنسين به ويأنس بكي.
ليس هناك أسباب وجيهة وأسباب غير وجيهة في الانفصال في رأيي. فأي سبب يدي إلى رغبة شخص في الانفصال هو سبب مقبول وإلا فعلى الأقل ستكون الحياة غير مريحة بالنسبة للطرف الأخر الذي لا يدري المشكلة.
وأما قدمناه في سبيل العلاقة فهو ليس استثمارًا نسترده متى ما أردنا للأسف وليس ضامنًا لأي شيء فلذلك في رأيي يكون أسلم حل في وضع مثل هذا أن نشعر بالامتنان للوقت الجميل الذي قضيناه ونتعلم من التجربة ما يمكن أن يفيدنا في التجربة القادمة.
وأن نحاول تخطي الوضع والخروج منه بأفضل نتيجة لحياتنا وشخصياتنا.
لا أدري في هذه الحالة أشعر الإشفاق على من تُرك أم لومه على إفراطه في العطاء.
دائمًا ما أقول لصديقاتي ليس هناك ما يسمى حبٌّ غير مشروط، شباب قلوبنا واللّهِ ليست بدمية يحركها ويعبث بها من يشاء!
لا واللّهِ قلوبنا عزيزة، ومشاعرنا لا تُحرّك إلّا لكلّ عزيز أمين.
كيف أعطي لمن لم يبذل لأجلي، لو كان أصيلًا سيدتي لصان واتقى وحفظ، لكنه خسيس يريد أن يعرف من لا تبذل في حبه مقدار ذرة، وحينها فقط سيبذل كل الجهد لنيل كلمة واحدة منها.
الحب مؤلم فعلًا، لكن بأيدينا أن نجعله أجمل فطرة حظينا بها ؛ وبإمكاننا أن نذوق مهانةً لا نقوى عليها أبدًا
إما أن هذا الشخص لم يكن يرغب بعلاقة جادة، أو أنه اكتشف ذلك بعد أن بدأ مسار العلاقة يتجه نحو الجدية بشكل واضح، بعد العديد من التجارب (الشخصية وغيرها) يدرك الإنسان أنه بحاجة لتوقعات قليلة ومحدودة وأن يبقي احتمال اللانفال قائماً عند بداية أي علاقة، لكي لا يرهق قلبه بما لا يستحق، من الأفضل أن يبنى الحبّ على مهل وأن يتعرض للاختبارات المختلفة، صحيحٌ أن المشاعر ليست بيدنا ولكن علينا أن نردع أنفسنا لأنّ مشاعر الحبّ السريعة قد تعقبها مشاعر نفورٍ أسرع، هي مجرد تجربة، أنا واثقُ بأنك ستنظرين لها هكذا في المستقبل وستمنحك نضجاً يعينك في تجاربك المقبلة، بالتوفيق..
التعليقات