اسمع يا فيلسوفي الصغير... الإنسان يعيش ستين سنة في الغالب، اليس كذلك؟ أنه يقضي نصفها في النوم.. بقي ثلاثون سنة... اطرح عشر سنوات ما بين مرض وسفؤ واكل وفراغ.. بقي عشرون... أن نصف هذه العشرين قد مضت مع طفولة حمقاء... ومدارس ابتدائية.. لقد بقيت عشر سنوات... عشر سنوات فقط، اليست جديرة بأن يعيشها الانسان بطمأنينة؟
فيلسوفي الصغير...
من قال أن الانسان يعيش ستين سنة في الغالب؟ حسب الاحصائيات متوسط العمر العالمي يتراوح بين 71,4-80 وينقص ويزيد حسب الدولة, 60 سنة هذه ربما يعيشها من يعيش في الفقر والجوع في وسط افريقيا.
أيضا تقول أن نطرح عشر سنوات مابين المرض والاكل والفراغ.
لو افترضنا أنني سأمرض في كل سنة لمدة شهر مع أنني استبعد أن معظم الناس تمرض كل هذه المدة في العام فعادة تكون أقل, فسيكون الحاصل 2.5 عام مرض, اما الأكل فلنفرض أننا نستغرق نصف ساعة للفطور و نصف ساعة للغداء ونصف ساعة للعشاء بمجموع 1.5 ساعة أكل في اليوم, الناتج سيكون 5 سنوات أكل, وهكذا 4 سنوات.
أيضا الانسان لاينام نصف عمره بل 1/3.
الباقي اتفق فيه.
ومضمون كلامك أتفق فيه والفكرة لكن أردت توضيح فقط.
ذكرتني بالبشمهندس أيمن عبد الرحيم، فقد ذكر حسبة مشابهة لهذه في احدى محاضراته ... وهذا يجعل منا نفهم مدى محدودية الوقت الذي نملكه، وضرورة استغلاله على أفضل شكل لتحقيق ما خلقنا لأجله.
وسفؤ واكل وفراغ.
اعتراضي فقط على اعتبار الوقت الذي نقضيه في هذه الثلاث ضائعة، فمن وجهة نظري يمكن للمرء فعل أشياء عدة ذات فائدة عظيمة في هذه الثلاث ما بين قراءة، لمشاهدة وثائقي مفيد، أو الاستماع لمحاضرة مهمة. وغيرها من الأمور المفيدة، وبهذا نكون قد وفرنا وقتًا مضافًا إلى العشر سنوات التي ذكرتيها في نهاية الكلام ...
أولا الانسان لا ينام نصف عمره وإنما ثلثه، أو على الأقل بالنسبة لي، أما الاكل والشرب فهو ضروري لنعيش ونكمل حياتنا.
أما عن طفولتنا الحمقاء فهي فترة لابد منها وإلا لماذا لم نخلق في عمر كبير لنعيش ونحقق الأهداف والانجازات.
التقسيم الزمني لأعمارنا فيه حكمة كبيرة، وهناك من ضيّع ـكثر من نصف عمره مدمنا أو مجرما وفي آخر عشر سنوات غيّر ما لم يغيره الاخرون في ستين سنة.
إذن العبرة ليست في طول العمر أو في استغلاله بقدر ما هي في الصدق وكما يقال: العبرة بمن صدق وليس بمن سبق،
إضافة إلى أنّ الطمأنينة تأتي بعيش اللحظة وليس بتقسيم العمر بهذه الطريقة والعيش في سباق مع الزمن
لأن أسرع طريق للوصول هو التمهّل
وهذه العشر سنوات هل تعتقد انها مليئة بالسعادة والرفاهية ام فيها من الشقاء والتعب ما فيها، اذن لنخصم الايام التي كنا لا ننام فيها قلقا وتلك التي كنا ننام فيها جوعا وتلك التي امتلات بها عيوننا حزنا ولنخصمها من تلك السنوات..
هل ترى لديك فرصة في حياتك كلها لتعيش من عامين الى خمس اعوام في سعادة ورفاهية فقط لا غير .. هل تفكر كيف يمكنك ان تزيد سنوات السعادة والابتعاد عن القلق والتعب والانهاك والجوع والاحزان .. ولماذا ينجذب البعض للاحزان ويختصر سعادته، بل لماذا حين يملأ الشخص قلبه بالضحكات يقول "اعوذ بالله من الشيطان الرجيم" فهل حتى الضحكات رجس من عمل الشيطان؟
اليست جديرة بأن يعيشها الانسان بطمأنينة؟
اعتبر شخصيا أن الطمأنينة خيار، من أراد دائما البحث عن السلبيات في حياته فحتما سيفقد الطمأنينة وسيعيش حياته بأكملها حزين ومكتئب، ولكن أيضا علينا التركيز بما انت قلتيه وهو أنك تتحدثين عن الحياة
منذ بدأ الخليقة جاءت الحياة كعقاب لا كثواب، فهل تتوقعين أن يكون العقاب جميلا ومليئا بالطمأنينة والسعادة والراحة؟
التعليقات