خرجت من المكان اللى كنت فيه على الشارع بدور على مكان بعيد عن عيون الناس محتاجه أعيط، لحد ما وصلت قعدت على كرسي ودموعي بدأت تنزل وفجأة لقتني بقول بصوت يكاد يكون مسموع:'هو إحنا مش من حقنا نحلم، مش من حقنا نحاول ونوصل، مش من حقنا يتوفرلنا سبل لكدا'

-فجأة لقيت صوت راجل كبير وشه مليان تجاعيد عنده حوالي ٦٠سنه تقريبًا بيقولي: لأ من حقنا نحلم بس نكافح نحاول مره، واتنين، وعشره، نقع، ونقوم، منستسلمش، نفهم إنوا اللى عايز حاجه هيوصلها، مش هيستنى من حد يمدله إيد المساعده، أو حد يقف يسقفله بعد كل إنجاز، نثابر على قد ما نقدر وطول ما ربنا سبحانه وتعالى شايفنا بنعمل اللى علينا، وربنا شايفنا بنجيب آخرنا هنوصل، هيجبر بخاطرنا، هتتفتحللنا أبواب النجاح من حيث لا نحتسب، وقتها الكل رغمًا عنهم هيقفوا يسقفولنا، ليه؟ 

؛لإننا وصلنا.

-بصيتله كدا، وهزيت راسي عشان أعرفه إني فهمت، وشكرته، وقبل ما أمشي قاللى: قال تعالى:' إنَّ الله لا يضيع أجر من أحسن عملا'.

-اتحركت من مكاني وأنا مش عارفه أنا راحه فين بس محتاجه أفضل لوحدي شويه، فجأة وأنا ماشية سمعت نفس الآيه اللى الراجل الكبير قالهالي، فمن هنا قررت أعمل كل اللى أقدر عليه عشان أوصل.

-وصلت البيت، ورتبت أوضتي بعدم تركيز وشغلت سورة 'يوسف' بصوت الشيخ:مشاري راشد العفاسي، بحس إن السورة دي فيها كمية إبتلاءات، واختبارات حصلت لسيدنا يوسف عليه السلام، وبالرغم من ذلك نهاية القصة كانت جابرة للخاطر، دايمًا لما تضيق بي الدنيا بسمعها.

-صحيت تاني يوم جوايا أمل زي ما كل إنسان على وجه الأرض جواه أمل، بس محتاج يصدقه، محتاج يؤمن بيه، ميفقدش الأمل، يستخدم طرق، وأساليب جديدة يوصل بيها لطريق نجاته.

-اتحركت من البيت ورحت الجامعه بس اليوم كان مختلف كنت حاسه إن أكيد هيحصل حاجه مميزة، أو على الأقل شيء يربط على قلبي،

فجأة دخل الدكتور اللى هيدي المحاضرة، اتفاجئت أكتر لما لقيته نفس الدكتور اللى حضرتله محاضرة فى كورس من حوالى ٥ سنين معقوله، حاولت أهدي، وملفتش الإنتباه من كتر ما أنا مبتسمه، وطايره من الفرحه، خلصت المحاضرة عادي جدًا، خرجت، اتجهت لكافيه الكلية وطلبت قهوتي المفضلة' قهوة فرنسي'، قعدت على المقعد البعيد كالعاده عن باقي الطَّلبة فى الكلية، وسمعت صوت شخص بينادي عليا رفعت عيني لقيته الدكتور، قاللي أنتِ ندى صح؟

-قلتله:اه 

-قاللي:كبرنا وبقينا فى كلية، والطلاب هنا بيتكلموا عليكِ وعلى تميزك.

-رديت بكل تواضع، ورضا: دا كله بفضل ربنا سبحانه وتعالى يا دكتور.

-لقيت طالبة بتجري عليا وبتقول: ندي أنتِ اتقبلتِ فى المقابلة اللى عملتيها إمبارح.

-بصتلها بكل ذهول، وحضتنها، وأنا بقول: شكرًا يارب، بجد شكرًا،

الشغل اللى اتقبلت فيه دا أنا بحبه، شايفة إني بس محتاجه يتوفرلي شيء معين وهقدر أثبت نفسي فيه، وبالفعل ربنا استجاب ليا، وبكره هيكون أول يوم ليا فى الشغل بعد ما أخلص كلية أكيد.

-كالعادة خلص يومي فى الكلية اتجهت لمقر شغلي، أول ما دخلت دلتني السكرتيرة على مكتب المدير، خبطت، أذن لي فدخلت،

لأ بجد أستاذ جابر مش معقوله، قاللي: اتفضلي يا ندي الشركة نورت بيكِ والله فابتسمت.

-اشتغلت على نفسي، وأثبت وجودي، وبقا عليا طلب فى الشركة، ووجودي مهم،

-بعد ١٠ سنين كنت اتخرجت من الكلية'كلية دراسات إسلامية'، وحضرت ماجستير، ودكتوراه، وأصبحت 'الدكتورة ندى محمد'،

وقدورة لكثير من الناس، تركت بصمة فى كل شخص قابلته، نشرت روح الأمل فى كل مكان دخلته، ودرِّست فيه، وصلت، وصلت ولو لِ جزء من أحلامي.

-يمكن دي مش نهاية القصة، يمكن تكون بداية لقصة تانيه.

-لو حابب توصل لِ شيء حط استراتيحيات'خطط' محكمة، عشان تقدر توصل، قسم هدفك لأجزاء، إبدأ بخطوات صغيرة؛عشان تضمن نجاح أكبر؛ وعشان متجيش فى نص الطريق، وتفقد طاقتك، اكتب هدفك، ومن الوقت للتاني بصله، إقرأه، فكر تاني فيه، واعرف إنو بدام إنتَ حلمت يبقي فى استطاعتك تحقق'

:-"لا تيأسوا"*