عندما تجلس إليهم لأول وهلةٍ ستعرفهم بسيماهم فهم ممن يدّعون المعرفة والثقافة وممن يتشدقون بالمصطلحات والكلمات التي يسمعونها ولا يفهمون معانيها، لكنهم يرددونها كالببغاء، لذلك تجدهم دائماً يجادلون من يحدثهم في كل شئ فقط لإثبات وجهة نظرهم الخاطئة وهذا دليل قاطع على عمق جهلهم، وإذا بدأوا حديثاً معك تجدهم يهرفون بما لايعرفون ولاينطقون إلا بما تنضح به عقولهم من التُرّهات، فيكون أكثر حديثهم عبارة عن حشوٍ ومزجٍ من الاقتباسات الدينية وذلك لاعتقادهم أنه عندما يقتبسون عبارات ذات مدلولٍ ديني فسيقنعون من يحدثوه ويجبروه على الاقتناع برأيهم العقيم، وياليتهم يعملون بما يقولون بل هم يُوهمون أنفسهم ويُوهمون الآخرين بأنهم أهل الفضيلة لكنهم في حقيقة الأمر أئمةً للرذيلة، فمثلهم كمثل البهائم التي تحمل الكتب والمؤلفات القيمة ولكن لا تعلم فحواها أو جدواها.
البهائمُ تحملُ أسفاراً
فقلْ لمنْ يدَّعي في العلمِ فلسفة حَفِظْتَ شَيئًا وغابَت عنك أشياءُ
يؤسفني الحديث بهذه الطريقة ولكن بات الأمر مجرد نعم قرأت كتاب كذا فأنا أفهم في الإقتصاد وقرأت كتاب كذا فأنا أفتي في الدين ورواية كذا فأنا مثقفة وروائية وبإمكاني الخوض والحديث في أي نقاش...
وفي النهاية ندعوا اللهم إنفعنا بما علمتنا وعلّمنا ما ينفعنا وزدنا علمًا.
التعليقات