حياة غير مجدية أبدا

بعيدا عن الكلام الإنشائي عن الأمل .. فعلا عندما أعود للواقع

لم أعد آبه للأمل كثيرًا اصلًا عماد، فتخرج من ضغط نفسي لتدخل لضغط نفسي آخر، يبدو أنني وصلت لقناعة تمامًا بأن القادم لن يكون أفضل من الحالي، لا أريد أن أحبط أو أثبط من معنوياتك، ولكن ما أرمي إليه من قولي لك هذا الأمر هو أن تعيش الآن أي لحظة جميلة ولو كانت بسيطة وتستمتع بها، هذا ما أفعله عماد، أحاول أن استغل اي حدث سعيد واستمتع به مع عائلتي، مع محاولة أنني استثمر في نفسي وفي مهاراتي لأكون راضية عن نفسي وأعتز بها، وحتى لو لم أصل إلى ما اصبو إليه، لكن على الأقل حاولت واجتهدت.

أعلم أننا جميعًا نكره الكلام التحفيزي ونعتبره نوعًا ما أقرب للكلام الإنشائي الذي لا جدوى منه لذلك سأتحرى الدقة في حديثي، جميعنا نعلم أن الحياة ليست عادلة وأنها رحلة في غاية الصعوبة ولكننا لا نمر فقط بالأزمات والمحن ولكن توجد لحظات الفرح والسعادة أيضًا وهذا أمر لا يمكن إنكاره ولكن السؤال الذي يتردد دائمًا بالأذهان كيف يمكن أن تتغير مشاعرنا حيال هذه الحياة ؟

أعتقد أن الأمر يتعلق بنظرتك تجاه الحياة، فإذا كنت تبحث عن السعادة على سبيل المثال ستجدها في أبسط الأشياء وسوف تتعلق بها للتغلب على الأمور السيئة والأزمات التي تحدث ولكن إذا كانت نظرتك هي عبارة عن تشاؤم فقط فبكل تأكيد سيزداد الأمر صعوبة أكثر فأكثر وهذا ما يجب أن نفهمه جيدًا ونكون على وعي كافي سبب وجودنا في المقام الأول للعبادة لأن هنالك حياة آخرى فيما بعد سننعم فيها بكل ما نريد لذا علينا أن نؤدي رسالتنا في هذه الحياة.

ليست كلها أخي عمال ففي الحياة ترى أولادك و أحبابك و تعيش لحظات كثيرة من السعادة التي تجعل المعاناة للحصول عليها تبدو لا شيء و الدنيا تمر و ستتذكر المعاناة يوما و قد اصبحت من الماضي الذي تضحك عليه.

دوما ما أقول، هذه الحياة مفروضة علينا، يعني لابد أن نعيشها، فلماذا نعيشها بؤساء أو مضغوطين أو فاقدين الأمل، لماذا لا نعيشها سعدا، فطالما مجبرين على الصعود للرحلة، فلما لا نستمتع بكل تفاصيلها، فكلنا نتعرض لضغوطات مالية في ظل الظروف الاقتصادية، ونفسية أيضا، لكن ما الذي سيحدث إن استسلمنا سنفقد كل شيء، لذا انظر للجانب الإيجابي بالأمر، حاول أن تكون السعادة لديك مبدأ، واستمتع بأقل التفاصيل والإمكانيات، لا تجعل سعادتك متطلبة فتصبح تبذل جهدا كبيرا حتى تشعر بها، بل اجعلها سهلة لتجدها في كوب شاي، أو خروجة على الطريق وأنت تستمع إلى بودكاست أو كتاب، اجعل بيومك هذه التفاصيل البسيطة التي تسعدك، افعل ما عليك تجاه مسؤولياتك وتجاه نفسك على الدوام.

أيضا ابتعد عن الأمور التي تجعلك مضغوطا، علاقات سامة، أشخاص سلبين، سوشيال ميديا، فلتر الوسط الذي تعيش فيه لتبقي نفسك بمنأى عن اي شيء سلبي حولك، هذه الامور ساعدتني كثيرا خاصة بعد أن غيرت طريقة تفكيري السلبية، أنصحك بقراءة كتاب السماح بالرحيل لديفيد هاوكينيز سيساعدك على تحويل كافة مشاعرك السلبية لمشاعر إيجابية، لأن المشاعر السلبية هي سبب أغلب الأمور السيئة بحياتنا.

عزيزي عماد، يجب أن تعرف سبب تواجدك على هذا الكوكب، وبعدها يجب أن تعرف إلى أين ستذهب بعد الموت، مع التأكيد على معرفة الطريقة التي ستنفذ بها مهمتك ما بين الولادة والوفاة.

لذلك أرى أنك تحتاج أن تعود للدين لتفهم المعنى من حياتك، وأنك است هنا عبثًا.

المشاكل والتحديات هي التي تعطي معنى للحياة، وأنت بحاجة للبحث عنها كل يوم لجعل الحياة جديرة بالاهتمام وأن تستقيم أمامك، أن يجب أن يكون لديك أهداف يمكن تحقيقها. والتغلب على تحدياتك، وإذا لم يكن الأمر كذلك سينتهي بك المطاف بالاكتئاب والإحباط. الأشياء التي تجعل الحياة صعبة ليست مرتبطة بالمال فقط لأن ثمة صعوبة متعلقة بالألم الجسدي أو العقلي أو العاطفي والذي قد يجعل حياتك لا تطاق

فكر في الأمر. ربما لا تكون الحياة صعبة وقد تكون صعبة وليس لديك الكثير من الخيارات بشأنها. يميل قانون القطبية إلى الاعتقاد بوجوب حدوث الأضداد. وربما لهذا السبب تكون الحياة صعبة للغاية بالنسبة للبعض وليس للآخرين ولكننا نحتاج أيضًا إلى الألم لفهم الفرح، نحتاج إلى السعادة لفهم الحزن لأن المرء لا يمكن أن يوجد بدون الآخر، لذا، إذا كانت الحياة سهلة بالنسبة لشخص آخر، فربما يكون من المفترض أن تكون صعبة عليك. من ناحية أخرى، تكون الحياة صعبة على الجميع بطريقة أو بأخرى وليس عليك وحدك، على سبيل المثال؛ إذا كنت تشارك مشاكلك مع شخص ما، فسيبدأ في مشاركتك مشاكله لإثبات أن مشاكلك لا تقارن بمشاكله. ربما يجعلك الأمر تشعر بتحسن لأن هناك أشخاصًا في حالة أسوأ منك، لذا يجب أن تكون ممتنًا لأنك لست في حالة أسوأ مثلهم واترك التذمر جانباً. ولكن في الغالب يُظهر أن الجميع يجدون صعوبة في الحياة بطريقة أو بأخرى، في شيء أو آخر، وأنت لست وحدك على الرغم من أن معظم الناس يخفون الجوانب الصعبة من حياتهم.

ومن أهم أسباب صعوبة الحياة هو مقارنة نفسك بالأخرين، بمجرد أن تخاطر وتبدأ في مقارنة نفسك بشخص آخر، فمن المحتمل أن تحصل على احدى لنتيجتين، إما ستشعر بالسعادة لأنك تعمل بشكل أفضل منهم أو ستشعر بالسوء لأنهم يقومون بعمل أفضل منك. لكن عبر مقارنة أنفسنا بالآخرين سنكون ننظر في الغالب كيف هم أفضل منا، فنحن نميل إلى النظر إلى نقاط قوتهم مقابل نقاط ضعفنا والتي ستجعلك تشعر بالسوء. النتيجة النهائية هي أن تسأل نفسك لماذا تكون الحياة صعبة للغاية بالنسبة لك لأن شخصًا آخر يمر بها بسهولة وفقًا لحكمك دون حتى التفكير في العوامل التي أدت إلى النتائج المختلفة