تعالوا ، أيها الأولاد ، واسمعوا .

لأن القصة التى سأحكيها تحمل درساً ...... درساً قد يقيكم يوماً ما من الخطر .

لذا أجتمعوا قُربي ........ و أصغوا جيداً .

أنها قصة الطفلة الجميلة ذات القلنسوة الزهرية الصغيرة :

كانت ولادتها بمثابة هبة لوالديها ، فى زمن كثرت فيه العذابات و المجاعة .

اتفق جميع سكان القرية على أنها كانت أجمل طفلة ، لكنها أُصيبت بمرض ....... و تنبؤوا بأن شتاءها الأول سيكون الأخير ..... لم يكن والدها ليتقبل هذه الأنباء بلا رده فعل .

تكاثرت الهمسات عن ساحرة تملك القوة لعلاج أيّ داء ....... كل ما كانت تطلبه من والدها ..... هو التحلى بالشجاعة ، والوثوق بقوى الظلام ، و كان كذلك ..... و فعل ذلك .

لكن حين أخذت تلك الساحرة المرض تركت محلّه هبة ، يُحكى أنها منحت الطفلة ..... حاسة سادسة .

خال الجميع أنهم يريدونها أن تقرأ طالعهم ، لكن آنذاك ..... لم يرد أحد سماع ما رأته ، لأن وحدها النهاية المريرة تحلّ بالجميع بأية حال ........ و حرصت بنفسها على حصول ذلك .

إذ إتضح بعد وقت قليل ... أنها كانت تملك قدرات أخرى أيضاً ، و يبدو أنها لم تعفِ أحداً ..... حتى والدها الذى ضحى بالكثير لأجلها .

لذا صدر الأمر بإعادة الطفلة إلى الظلام الذى خلقها .

أُخفيت بعيداً ، فى عُمق الغابة .... بمفرها تماماً ، لا أحد ليلعب معها .

لكن مع ذلك ، كانت لها طريقتها الخاصة ....... فى كسب الأصدقاء .

لذا ، أيها الأولاد ، احذروا رجاءً من الهدايا ...... احذروا من الذين يقدمونها...... و احذروا من الذين يُسرّون جداً بأخذها .