في البداية يا عزيزي و بعد صفنه طويلة في الحائط اكتشفت بأننا نلهث خلف الحياة الى مراحل عدة و في كل مرحلة نذهب لها نحمل الكثير من الامل الوهمي فمثلا قال لي والدي "انجح توجيهي عشان ترتاح" وبعد النجاح في التوجيهي و التوجه الى الجامعة لم اجد اي راحة على العكس تماما مقدار الجهد الذي ابذله الان اكبر ولكن بعد الدخول مع نقاش بسيط مع والدي في هذا الموضوع قال لي " انجح جامعة ترتاح" على ما يبدو بأن الراحة التي يتحدث عنها والدي غير موجودة و نحن نسعى فقط الى مراحل عدة و البشر متشابهون بشكل كبير في هذا الموضوع و حتى من يخرج عن القطيع يواجه صعوبات عدة
ما بعد المرحلة
المرحلة الوحيدة التي لا عناء فيها ولا تعب هي مرحلة ما بعد الموت!
فمن صفات هذه الحياة السعي والمشقة، الكدح والتعب، أما الراحة فليست من صفات الحياة!
إن كنت تقصد راحة النفس وطمأنينتها فهذه يمكن تحصيلها بطريق واحد فقط وهو تقوى الله.
أما راحة الرفاهية ورغد العيش فهذه يمكن تحصيلها بالكدح فترة طويلة في مقتبل العمر حتى "تأمين حياة كريمة" ثم عيش لحظاتها وأيامها لكنها لا تدوم، ولا يصلها إلا من أتقن لعبة الحياة.
إجعل هدفك راحة النفس مع راحة نسبية للجسد ببذل الجهد في مقتبل العمر و تقوى الله.
أعتقد أن الأمر مرتبط بالوعي الذي يتشكل في كل مرحلة، ما إن نقطع مرحلة ما فإننا نرتاح فعلاً من المرور بها وقطعِها، لكن ما إن يزداد الوعي الخاص بالمرحلة التي بعدها تصبح متطلبات الإنسان أكثر صعوبة.
لن تفكر وأنت في مرحلة الثانوية العامة أن الجامعة تحتاج إلى دراسة وجهد أكبر، ولن تفكر وأنت بالجامعة أن العمل يحتاج إلى تطوير واكتساب مهارات خارج التخصص وربما كل ما تدرسه الآن من مواد نظرية لن يؤهلك للسوق.
البعض بالطبع يفكر لأنه يدرس خطوته القادمة، لكن سعة العقل تتركز دائماً على المرحلة التي يخوضها الإنسان وحسب، وبعدما ينتهي منها تجده يوقن أنه يحتاج المزيد والمزيد من التعب لأخذ خطوة حاسمة.
ما قاله والدك ويقوله الجميع، هو النظرة الكلية والتي يأمل الأهل تحقيقها في أولادهم، هو يرى أنك ستكون صاحب مشروع أو موظف يعمل بشهادته ويكتسب الاحترام المجتمعي، لذلك يقول لك "إنجح سترتاح" لأن النجاح دائماً مقترن بهذا التصور وهو ليس خاطئ، لكن الواقع مختلف تماماً عمّا يتصوره الأهل وقد يخذلنا للأسف.
هذه هي الحياة، كل مرحلة لها رونقها ولها صعابها أيضا، والأفضل أن تستمتع بكل مرحلة تعشها أي أن كانت صعبة أم لا
فكل مرحلة بها مسئوليات مختلفة من نوع مختلف. فلن تستطيع أن تنتقل من مرحلة لأخرى دون المرور بالأولى أولا.
فلن تدخل الجامعة دون التوجيهية وضغطها وامتحاناتها، ولن تستطيع الحصول على عمل وفرصة جيدة دون الحصول على الشهادة الجامعية والسهر ليلا للتطوير من نفسك ومهاراتك.
لكن لو راجعت كل مراحل حياتي، أستطيع أن أقول أن أصعبهم بالنسبة لي كانت الدراسة وأفضلهم فترة العمل دون أي مسئوليات أخرى.
تذكرت أهلي عندما كانوا يرددون تلك العبارة - انجح توجيهي عشان ترتاح- عند دراستي في الثانوية العامة والجامعة ، حيث عندما انتهيت من الثانوية العامة كنت أعتقد أن حِمل ثقيل قد انزاح عن كاهليي ولكن يبدو أنني كنت في بداية الطريق وعند إلتحاقي بالجامعة ، بدأ الأمر لي بأن الثانوية العامة كان أهون من الجامعة.
أنهيت الجامعة وكنت أعتقد أنني سأحصل على الوظيفة عند تخرجي مباشرة ، ولكن وجدت الأمر فيما بعد مختلف تمامًا ، حيث أبذل جهدًا لأستقر على المستوى المهني حاليًا .
ولكن لو عاد بي الزمن للوراء لأستمتعت بكل مرحلة قضيتها سواء كانت المدرسية أو الجامعية أو ما بعد الجامعة .
لذا لابد أن نعيش كل لحظة في مرحلة ما من حياتنا وان نستمتع بها .
ستواجهنا صعوبات في الحياة ولكن لابد أن نتأقلم مع تلك المعيقات والصعوبات .
هذا فقط تشجيع على الاستمرار والتقدم وهذا ما يريده الاهل يضعون فيك ذلك الامل كي تستمر
ولكن يجب ان نكون على وعي ان في مرحلة العشرينات خصوصا هي مرحلة الجد والمثابرة لانك ستكون في اعلى نشاطك وان تدرك ان كل مرحلة لها مسؤوليتها وتعبها
ولها نكتها الخاصة ومتعتها خاصة ان كنت تحب ما تدرسه ستجد نفسك تدرسه بشغف وستشعر بسعادة كلما تخطيت صعوبات واجهتك وستجد متعه أثناء ذلك
حاول ان تستمتع بهذه السنوات مهما كانت صعوبتها لانها ستظل تفضل ذكرى لك
يا بدر، الحياة مشقة وتعب في كل مراحلها، والراحة الأبدية التي تتحدّث عنها لا وجود لها في قاموس الحياة!
الحياة مرتبطة بالعمل والإنتاجية، وكل مرحلة تحتاج نوع عمل مختلف، وكل نوع عمل يرتبط بمشقة من نوعٍ مختلف.
منذ وُلدنا كان علينا أن نتعلّم كيف نأكل ونشرب ثم نتعلم الكلام والمشي بعدها المدرسة بعدها الجامعة وهكذا وكلّما كبرنا وتقدّمنا في السن كلّما اختلفت طبيعة المرحلة والمشق المرتبطة بها.
لكنها الحياة، لن تسير وتمضي فيها دون تعب.
لكن هل يعني ذلك أن نندب حياتنا؟ بالتأكيد لا!
صحيح أن مراحلها متعبة، لكن إنجاز كل هدف من أهدافك يمنحك راحةً في التقدّم للامام، في السعي.
صدّقني لو جرّبنا حياة دون مسؤوليات ومهام وتعب لما أعجبتنا أيضًا!
مسألة البحث والسعي نحو الراحة يرتبط بإنجاز المهام التي ترتبط بالتعب، وكأننا ندور في حلقة مفرغة لا فائدة من المناص منها!
لذلك فخروجنا من هذه الدائرة يعني وجهة واحدة، وهي القبر!
هذه وجهة نظري للموضوع.
أنا وعيت هذه الحقيقة تماما مثلك حين نجحت في الثانوية، المجتمع والمحيط يوهمك أن النجاح هو مفتاح الحياة، وأنه جنة الخلد التي سترتاح فيها إلى الأبد،حزنت فعلا حين عرفت هذه الحقيقة، وشعرت بالكآبة نوعا ما، لكنها هذه هي الحياة كما قالت نورا تماما، لا يمكنك أن تتخيل أن أحدهم يعيش براحة أبدا، وهذا مشابه تماما لفكرة أن الأثرياء والأغنياء يعيشون براحة وكل مراحل حياتهم يسيرة..
لذا عليك الوعي أن لكل مرحلة صعوباتها، قد تكون طالبا الآن وتعاني ماديا، لكن بعد أن تعمل سيحل مشكل المادة، لكن تبدأ بعدم إيجاد الوقت، ما إن تصبح كهلا وتتقاعد يصبح لك الوقت والمادة، لكن الصحة تغيب..
لا يمكنك أبدا أن تخلق شيئا جديدا، لأنه بالفعل هذا ما تسير عليه الحياة..
حين بدأت أفهم الأمر، عليك أن تتعب لأن تصل لشيء خرافي، أما إذا كنت تبحث عن الراحة، فستبقى في تعاسة لا متناهية اعمل الآن لأنك في بداية العشرينات، واتعب في الثلاثينات، وستأتي الأربعينات والخمسينات للتقاعد والراحة..
التعليقات