اليوم سوف أروي لكم قصتي كشخص لديه متابعين أكثر من 100 ألف متابع على انستغرام , لا أعرف هل 100 ألف يعتبر مشهور أو لا لكن سوف أحكي لكم ما رأيته .

بداية أنا تخرجت من الكلية منذ سنتين و نصف , بعد التخرج مباشرة عرفت شخصياً أني سوف أواجه صعوبات في سوق العمل قياساً لمن سبقني , ماذا تفعل ؟!

قررت افتتاح حساب على السوشل ميديا بحيث يصبح له شهرة , وجدت أن فكرة الديكورات و التصاميم مغرية رغم أني لا أحبها أو أفهم فيها لكنها واضحة لي , فاخترت منصة الانستغرام لأنها خاصة في الصور .

الفكرة :

1- نشر صور و تصاميم جميلة في المنزل و المكتب

2- الألتزام بالنشر لمدة سنة كاملة دون النظر لأي شيء

3- الحساب سوف يكون بهوية شخصية و ليس هوية تجارية , باسمي الصريح مع كلمة "ديكور و تصاميم" بجانب الاسم

الآلية :

1- أقوم بأخذ الصور من حسابات و مواقع أجنبية و عربية و أضعها في حسابي .

2- تنزيل 4 منشورات يومياً

3- الرد على المشاهير في الانسغرام بهدف جذب المتابعين لحسابي

النتيجة :

كانت أول سنة مملة للغاية , المتابعين لم يتجاوزوا 5000 متابع

السنة الثانية وصلوا لـ 75 ألف متابع

4 شهور بعد السنتين أكثر من 100 ألف متابع

بينما اكتب هذا المقال هناك أكثر من 30 متابع جديد لحسابي

من المؤكد أنك من متابعيني لو كنت مهتم .

بعد سنة جعلت حسابي ذا طابع شخصي أكثر منه تصاميم و ديكورات , و هذا خلق علاقة جيدة مع المتابعين , أصبحت أحل مشاكل عائلية و اجتماعية و علاقات أصدقاء و تجاوز هذا للمحادثات بالفديو و الصوت .. المتابعين أحبوني فعلاً !

ماذا استنتجت خلال هذه المدة ؟

1- الألتزام بالشيء يعطي نتيجة : الديكورات والتصاميم لها جمهورها رغم أني ليس لدي اهتمام بهذا المجال لكن ألتزامي بخلق مادة جميلة جذبت الجماهير .

2- اعتقد المتابعين أني مهندس ديكور و مصمم محترف قياساً بما أقدمه , أصبحوا يتواصلوا معي لأقترح عليهم اقتراحات حول تصاميم بيوتهم , يقومون بالتصوير المباشر و بتسجيل الفديو لي حتى أعطي رأيي .

3- مصلح اجتماعي : بسبب العلاقة مع المتابعين أصبحت استقبل أسئلة اجتماعية مثل : فتاة تقول لي ( أني أحببت شخص و تفاجئت أنه متزوج و هذا يعتبر خيانة بالنسبة لي ) , و صاحبكم أنا يعطي حلول لها و تنجح :)

4- ثقة الناس : بمجرد أنا لدي متابعين كبير + محتوى قوي > أصبح الناس يثقون في رأيي بشكل مذهل > رغم أني مجرد خريج كلية و عاطل عن العمل لا يحمل أي تجربة حقيقية و عائلتي متورطة بوجودي في بيتهم !

أنا ليس لدي عمل و منزلنا عبارة عن شقة صغيرة , نظرات والدي لي اليومية تقتلني و كأنه يقول : لماذا لا تجد لك عمل و تخلصني من تكلفة وجودك معنا !

اضطريت بالاعتراف لعائلتي عن حسابي الانستغرام كتخفيف عن الحمل الذي أعيشه , فرح والدي و اعتبره انجاز عظيم , و أصبح يحكي عنه لأصدقائه و أقاربه .

رغم المتابعين بالآف إلا أني حزين جداً , وقتي يضيع في تقديم الاستشارات للمتابعين لحل مشاكلهم الاجتماعية و الاقتصادية , شاب يتواصل معي يقول أنا عندي 25 سنة و مش لاقي وظيفة , هو أنا لاقي لنفسي وظيفة أول عشان أحل مشكلتك , المشكلة أني أعطيه نصائح مفيدة و يخبرني أنها ساعدته .

بشكل حرفي , وقتي كان مهدر على هذا الحساب , لم أجد منه أي فائدة خصوصاً المالية ,لكن تواصل معي بعض المختصين في المجال يطلبون مني الجلوس معهم , فهم يروني مبتكر و ذكي في التصاميم > و أنا بالأصل مجرد (نسخ/لصق) .. و هذا الشيء يعطيني قيمة اجتماعية و أشعر أني مهم عندما يأتيك طلب من صاحب شركة للجلوسك معك .

محاولة لم تنجح :

من شدة علاقتي مع المتابعين عندما أعرض لهم قطعة تصميم يطلبون مني , من أين اشتري هذه القطعة , فأخبرهم عن مواقع عالمية أو محلية تبيع هذه القطعة و أعطيهم الرابط .

فكرت في التركيز على القطع الصغيرة الجميلة , لأجل استطيع تسويقها و يشتريها المتابعين و اكسب عبر رابط أو كود عمولة , لكنني فشلت ! .

لماذا اكتب هذا ؟

هذا المقال موجه لي شخصياً أكثر منكم , لكني أسرد تجربتي ربما يراها قارئ أنها مفيدة من زاوية خاصة أو تشعل فيه فكرة فينفذها .

و شكراً