زرع الذل في نفس الطفل

شخصية الطفل ماهي إلا انعكاس لتربية عائلته، فالوالدين مسئولين مسئولية كاملة عن ما حدث معك أنت وأخيك، كانت والدتك تتهمكم بالضعف، وهي لم تجرب أن تعلمكم القوة وتزرعها بداخلكم، فكيف يكون مطلوب من مدني أن ينزل أرض المعركة دون تدريب، هكذا هو الطفل يجب أن أزرع فيه السلوكيات وأن أدعمه وأعلمه كيف يتصرف في هذه المواقف ليس في عمر العاشرة بل منذ نعومة أظافره.

الطفل كالعجينة سهلة التشكيل، لذا الأم والأب مسئولين عن هذا مسئولية كاملة، أما المجتمع المتمثل في عائلتك ليست سوى سبب ضعيف، ومسئولية إعدادك لمواجهة هذا المجتمع ( عائلتك) ضمن الأدب والاحترام هو مسئولية والديك.

وامي تحزن ان لم نذهب, وتقول لنا انتم ضعفاء لذلك يتصرف هكذا

كان من واجبها أن تعدك لهذا، بدلا من أن تجبرك للذهاب وفي ذات الوقت تتهمك بالضعف، كانت تذهب ولو لمرة واحدة معك وتعلمك كيف تتصرف مع هذا العم، أو تتوجه له هي بالكلام وتخبره بعدم تحملها هذه الطريقة المهينة التي يتحدث بها معكم، هذا التصرف تدريجيا لو طُبق في كل المواقف كان ولدّ بداخلكم رفض لأي ذل وأي مهانة وأكسبكم خبرة في التعامل مع المواقف.

لكن هل جربت طرق معينة للتخلص منها الآن؟ عليك ذلك وإعادة صياغة ردود أفعالك مرة أخرى وترفض أي استسلام من هذا النوع.

من أهم الامور التي أنصح بها أي أحد في بدايات حياته، أنّ يبتعد عن اسرته وهو ابن 18 سنة .. او ابن 21 سنة على الاكثر أذا كان هذا مُمكن.. وهذا ما فعلته أنا ... الاسباب عديدة وكثيرة .. وأيضًا من أجل تكوّين حياة خارجية يمكنها ان تتلقّفه ، وتنسيه هذا النوع من الصدمات..

أي إنسان لا يواجه الحياة بشخصية واحدة، بل بعدة شخصيات تتكون بمرور الوقت بحسب ظروفك، مواقفك، مستوى نضجك، اختلاف تفكيرك، وعمرك .... إلخ.

أنجح شخصية من بين كل الشخصيات التي يعيشها الإنسان، هي الشخصية الأكثر خشونة، والأقل حساسية ..

ليس لأنّها الشخصية العظيمة، بل العكس، ربما ستكون هي الشخصية الأقل إلهامًا في حياتك من بين شخصيات أخرى كثيرة كونتها، وتتمنى استمرارها ... وإنما لأنّها الشخصية الوحيدة التي قد تضمن لك الاستمرار مهما أخذت من ضربات مؤلمة جدًا، والإستمرارية هنا هي الشيء الوحيد الذي يقودك إلى نتائج ناجحة في الحياة حتى لو تأخرت قليلاً

بمعنى أوضح ..... خشونة أعلى وحساسية أقل ستساعدك في تجاوز الضربة والاستمرار، ومن ثمّ البقاء حتى إكمال دورة حياتك بشكل طبيعي على الأقل .. أما إذا كانت شخصيتك هي العكس حساسية اعلى وخشونة أقل سيجعلك الأمر تغرس مكانك بتضخيم كل ضربة تأخذها واجترار تفاصيلها المؤلمة طول الوقت، ولو غرزت، فـ انت هالك لا محالة مهما كنت مبدع ، عبقري ، طيب ، عظيم ، مليان مواهب .. الحياة سوف تتسلى عليك حرفيًا بما أنّك تجاهلت قانون البقاء الأول فيها: الخشونة الكافية للتأقلم والاستمرار مهما كانت الظروف قاسية ومؤلمة.

ام انا كنت ضعيف الشخصية ؟!

لا أعرف التفاصيل بشكل كبير ولكن طوّر تجاربك في الحياة

اللي فات مات، والحياة تستمر .. فـjust keep going

ما انتم عليه الأن هو نتيجة ما حدث في طفولتكم، سواء كان من ابائكم او المجتمع المحيط بكم بما فيه اقاربكم وكل من تسبب في ايذاء نفسي لكم منذ الصغر، ولكن المسئولية الكبيرة مع الأسف هي على أبائكم، فبكل بساطة كان لابد أن يقوموا برد فعل جهة كل موقف كنتم تتعرضون له ليردوا لكم الاعتبار، ولكن مع الأسف يتعامل الناس مع الأطفال أنهم شيء مباح يحق لهم فعل اي شيء فيهم ولا يدركون انعكاس ذلك على مستقبلهم .

اعتقد ان الوضع يحتاج لتدخل من طبيب نفسي، وهذا شيء غير مخجل اطلاقًا، فالطبيب النفسي وحده الذي يستطيع التعامل مع داخلك وحالتك النفسية ويستطيع تعليمك كيفية التعامل مع نفسك في هذه الفترة وكيف يمكنك السيطرة على هذه الافكار والانتقال من المشاعر السلبية للايجابية .