لماذا نركز دائما علي الاخطاء ونغض الطرف عن المميزات؟

القصة التي ذكرتيها بعيدة قليلا عن العنوان، فالقصة هنا تدعو لاستغلال مهارات الفرد والعمل على تنميتها وأنه ليس شرطا أن يتفوق ويتميز الفرد في شتى المجالات، وما فعلوه ليس سوى هدر لقدرات الطفل الرئيسية وهي الجري.

وهذا يعطي انطباعا عن ضرورة تقديرنا لمهاراتنا وكيفية العمل عليها، وهي رسالة أيضا للآباء ليعملوا أن الطفل ليس شرطا أن يكون مميزا في كل الأمور، من الطبيعي أن تتفاوت قدراته أيضا.

لكن بالنسبة للعنوان، فلا يوجد إنسان خالي من العيوب وكله مميزات، ولكن الأمر نسبي، قد تجدين العيوب طاغية على المميزات وهنا الشخص يكون في نظر المجتمع شخص سيء، أما إن كانت المميزات هي الطاغية فيكون الإنسان جيد.

أيضا نوع العيوب يختلف تقديرها من شخص لآخر، فمثلا عدم النظام هو عيب قد يكون عند شخص عيب قاتل وممكن عند شخص آخر يكون عيب ولكنه مقبول، وهكذا.

والمؤسف أن أثناء الخلافات الأغلبية يتناسون مميزات بعضهم ويركزون على الأخطاء فقط، وهذا سيئا بكل المقاييس، ويكون سببا في خسارة الطرفين.

القصة المذكورة لا علاقة لها بالعنوان، ولكن يمكننا طرح الفكرة من زاوية اخرى وهي " لماذا نركز دائمًا على النقص ونغض النظر عن الموجود ؟ " الفكرة هي أن الجميع يسعى الى الكمال ولا يتقبل النقص او الخطيئة.

موقف المدرسة من الطالب هو نفسه موقف أولياء الأمور من ابنهم المتفوق في المواد العلمية وينقص في المواد الأدبية .

والحل ليس فقط في تغيير نظرتنا للأمور، بل في تقبل فكرة النقص وعدم وجود شيئًا كاملًا، والتركيز على الشيء الايجابي الموجود وتنميته .

ربما لأن الأخطاء دائمًا تتعلق بالألم، أخطاء الناس دائمًا نسقطها بالاعتقاد أنها إهانة شخصية أو هو خطأ موجه لنا على التخصيص، ولا أحد يحب أن يتألم

الناس تتذكر الألم الذي نجعلهم يختبرونه