عمل رائع يستحق أن نقف مع أنفسنا قليلًا، عندما رأيت رجلا عاديا لا هو الرجل ذو الجاه والمال ولا هو أحد رجال الأعمال، يرتدي جلبابه البسيط وقد قدم عملا غير عادي مطلقاً.

في الأغلب الجميع عندما نود مساعدة المرضى وخاصة مرضى السرطان كثيرا ما نتوجه بالمال للمستشفيات أو التبرع في أحد حساباتهم البنكية، لكن هذا الرجل فكر خارج الصندوق، استطاع أن يلمس معاناة المرضى وذويهم، ونفذ مبادرة أجدها الأروع.

عادة ما يسافر المرضى وذويهم لتلقي العلاج في العاصمة لعدم توافر مراكز على نفس المستوى لعلاج هذا المرض اللعين وأكثر المشاكل التي تواجههم الإقامة والمواصلات من وإلى المشفى مما يكلف الأهالي مصاريف أكثر وأكثر، خاصة أن السكن في العاصمة يكون أمرا مكلفا كثيرا، لذا قد خصص هذا الرجل طابق في منزله وهو الطابق الأول ليسهل الأمر على المرضى، وفرشه بالأساس المناسب ليستقبل أهالي المرضى واختص الأطفال بهذه المبادرة؛ إذ يكون الأمر مرهقا كثيرا على الأطفال المرضى من تلقي العلاج ومعاناة السفر، كما أنه خصص سيارته لنقل المرضى، يقف بنفسه في محطة السيارات وينادي على من يريد الذهاب لمشفى بعينها وينطلق ذهابًا وإيابًا.

هذا الأمر ليس بسيطا، فجميع الأطفال يذهبون لهذه المشفى بعينها لتقدم وسائل العلاج بها يأتونها من الشمال والجنوب ومن مسافات ليست قليلة، وبمساعدته هذه وفر عليهم الكثير من المصاريف والتعب.

لما لا يكون هناك مبادرات من هذا النوع على مستوى أكبر وأشمل؟ هناك بالتأكيد من يستطيع تحمل هذه النفقات، لما لا تقوم المؤسسات التي تدعم مرضى السرطان بتوفير دور ضيافة لمن يأتون من كل حدب وصوب؟

هناك الكثير الذي نستطيع تقديمه لهم فعلا، نحتاج لنشعر بمعاناتهم لنستطيع تقديم مساعدات تخفف من آلامهم.