دائمًا ما كان التفكير المحافظ مسيطرًا علي، هذا لأنني انتمي لعائلة محافظة، دائمًا ما كنت اتردد على الجوامع ودروس التحفيظ، اخبرونا دائمًا بالآية التي تقول أنه لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم، لكن كان هناك اتفاق مجتمعي خفي بإن هذه الآية غير صالحة للتطبيق، حقًا هذا ما كنت اشعر به في الخفاء، فالمسيحيون في مدرستي لم يكونوا صداقات جادة مع المسلمين، الفتيات الأشد تحفظًا كن يرفضن التعامل معهم من البداية، ترسخ لدي مفهوم بإنه يمكنني أن اتعامل ظاهريًا معهم، لا يمكن لإحداهن أن تخترق قلبي أو اشعر إليها بارتياح ما، انتقلت إلى العمل وتعاملت معها لأول مرة وشعرت بارتياح غريب لم اشعره من قبل، اعزي هذا إلى طيبة قلبها التي تأكدت منها، وفكرت جديًا في الأمر، كيف يمكن للبرمجة العقلية وذكريات الطفولة أن تمنحك حكمًا شخصيًا على شخص ما دون حتى أن تعلم عنه شيئًا...
تخيل كمية المختلفين عنك الذين تعاملهم بجفاء فقط لإنك مبرمج أنه هؤلاء لا يمكن أن يكونوا جيدين، لا يمكن أن توطد العلاقات معهم، لا تشعر أنك حينما لا تتقبلهم وتعاملهم بانطباعات مسبقة فإنك تنتهك إنسانيتك قبل أن تقوم بانتهاك حقوقهم في أن يحصلوا على بيئة جيدة للتعايش، لا أحد اختار أن يولد مسيحيًا مسلمًا يهوديًا أو حتى بوذيًا، ولا يجب أن نلوم على أحد أنه لم يختر طريقنا وممرنا في العيش والحياة، لو لم يكن الله يرد الاختلاف والتنوع لقام بسحق الاختلافات، لكنه ترك لنا فما نقرر واقر في كل الديانات إنه سيقوم بالحساب، فلماذا نقوم به نحن هنا في الدنيا؟! مع أننا لا نملك الحق في هذا أصلًا!
ماذا عنكم أنتم؟! هل مر عليكم يوم ما كسر كل مفاهيكم الجامدة، والبرمجات العقلية الفاسدة؟
التعليقات