شركة باتاجونيا (Patagonia)، المتخصصة في الألبسة الرياضية، اتخذت عام 2022 قرارًا غير عادي حين أعلنت أن ملكيتها ستُنقل بالكامل إلى صندوقين غير ربحيين، بحيث يتم توجيه جميع الأرباح مستقبلًا إلى مكافحة تغيّر المناخ وحماية البيئة. الأمر لم يكن مجرّد حملة تسويقية أو مبادرة علاقات عامة، ولكنها كانت إعادة صياغة جذرية لفلسفة الشركة واستراتيجية أرباحها عن معنى أن تكون مؤسسة تجارية في عالم يواجه أزمات بيئية واجتماعية متفاقمة. هذا الموقف أثار جدلًا عالميًا عميقًا حول جوهر الرأسمالية الحديثة: وانقسمت الآراء إلى فريقين منها ما يرى الشركات مجرد أدوات لتعظيم أرباح المساهمين خصوصا وأنها مبنية على التربح في المقام الأول، والفريق الثاني يرى أنها كيانات مسؤولة أمام الأجيال القادمة. والسؤال الذي يطرح نفسه بشدة هنا: ما الذي سيحدث للنظام الاقتصادي العالمي إذا قررت المزيد من الشركات الكبرى إعادة تعريف غايتها بعيدًا عن الربح البحت؟