أحيانًا وأنا أبحث في أخبار الشركات الناشئة، يمر عليّ خبر يجعلني أتوقف وأتساءل: هل نحن نعيش في نفس الكوكب؟
نقضي شهورًا طويلة نكافح لإثبات أن منتجنا يحل مشكلة حقيقية، ونصارع لإقناع المستثمرين بأن فكرتنا لها قيمة وتستحق الاستثمار فيها، ثم يأتي خبر مثل هذا ليجعلنا نشعر بالفشل! وربما حتى بعض اليأس والاشمئزاز من بعض ما يحدث في المجال..
الخبر باختصار: شركة ناشئة تُدعى Cluely جمعت 15 مليون دولار من أحد أكبر وأشهر الصناديق الاستثمارية في العالم (a16z).
مهمة هذه الشركة؟ تطوير أداة ذكاء اصطناعي لمساعدة المستخدمين على "الغش" في كل شيء؛ من واجباتهم المدرسية والجامعية إلى مهامهم في العمل.
نعم.. استثمار بالملايين في أداة، هدفها المعلن هو الغش.
عندما قرأت هذا، تذكرت كل النقاشات التي خضتها مع شريكي "محمد" ومع المستثمرين والمستشارين... حول esooq، وكيف كنا نبحث عن القيمة الحقيقية التي نقدمها للمستخدم. هل منتجنا يحل "ألمًا" حقيقيًا؟ أم أنه مجرد "فيتامين" يمكن الاستغناء عنه؟ ثم تأتي شركة Cluely لتقول إن "الرغبة في الغش" هي بحد ذاتها "ألم" مربح يستحق تمويلًا بـ 15 مليون دولار.
من وجهة نظر المستثمر الباردة، ربما المنطق واضح: هناك سوق ضخم من الناس يريدون طرقًا مختصرة، والأداة تلبي هذا الطلب. الربح هو الهدف، وانتهى.
لكن من وجهة نظرنا كرواد أعمال، كأشخاص يحاولون بناء شيء له قيمة ويتركون أثرًا، الأمر محير جدًا ومقلق. هل تحول الابتكار إلى مجرد استغلال لنقاط الضعف البشرية بأي ثمن؟
هذا يجعلني أعود إلى سؤالي الأول وأطرحه عليكم:
ما رأيكم؟ هل على المستثمر أن يمول أي فكرة مربحة بغض النظر عن أخلاقياتها؟ وأين يقع الخط الفاصل بين "تلبية طلب في السوق" وبين "بناء منتج يُستخدم لهدم قيم مثل الجهد والنزاهة"؟
التعليقات