في مشهد صادم للكثير من المتابعين، أعلنت السلطات المصرية مؤخرًا إغلاق جميع فروع شركة "بلبن"، المتخصصة في بيع منتجات الألبان، بقرار قضائي بسبب تسجيل بعض حالات التسمم في بعض من فروعها. وبينما يبدو السبب المباشر صحّيًا، فإن جذور المشكلة أعمق بكثير، وتكمن في سوء التسيير والتوسع العشوائي الذي افتقر لأبسط أسس التخطيط والاستدامة.

التوسع ليس دليل نجاح دائم

التوسع في الفروع ليس معيارًا للنجاح إذا لم يكن مدعومًا برؤية واضحة، وموارد بشرية مؤهلة، ونظام مراقبة جودة فعال. شركة "بلبن" اختارت فتح عشرات الفروع خلال فترة قصيرة، مدفوعة بهوس "الانتشار السريع"، دون التأكد من قدرتها على الحفاظ على نفس معايير الجودة في كل فرع.

سوء التسيير هو العدو الأول لأي مشروع

غياب نظام موحد للإشراف والمراقبة أدى إلى تفاوت كبير في جودة المنتجات والخدمات. بعض الفروع كانت تفتقر للتجهيزات الأساسية، وأخرى كانت تديرها كوادر غير مؤهلة. هذا الارتباك الإداري فتح الباب للأخطاء، ومنها الحالات التي أدت إلى التسمم، حتى وإن كانت بسيطة.

أين كانت الرقابة؟

من الغريب أن شركة تعمل في قطاع حساس لا تضع نظام رقابة دورية صارم على نظافة وجودة منتجاتها. وكان الأجدر أن تكون هناك فرق تفتيش داخلية وخارجية لضمان التزام الفروع بالمعايير الصحية.

الدرس القاسي: لا تبني بيتًا على رمال متحركة

التجربة المؤلمة لـ"بلبن" تؤكد أن التسرع في النمو يمكن أن يؤدي إلى الانهيار الكامل. ما نفع عشرات الفروع إذا كانت لا تستطيع ضمان منتج آمن؟ الشركات التي تبني نموها على أسس هشة، لا تلبث أن تنهار عند أول أزمة.