الإيمان بفكرة المشروع ليس شرطًا للنجاح في ريادة الأعمال

أنا أتفق كثيرا مع هذا الطرح، وهذا لا يشمل فقط مجال ريادة الأعمال ولكن في كل شيء في الحياة، فأفضل الأشياء التي حدثت لي حدثت بدون أي توقع أو اهتمام مني، كنت فقط أفعل الأشياء بدافع الوجوب ولم أر فيها شيء من التميز أو الأهمية، ولكن انتهى الأمر بأن تتسبب في حصولي على فرص وعوائد جيدة، فضلا عن أن تقييمنا لأنفسنا ولأفكارنا دائما ما يكون مختلف عن تقييم الآخرين، وهذا طبيعي فكل ما نقوم به نراه عاديا لأننا نظن أن الجميع أو لنقل الكثير يستطيع أن يفعل مثلنا إذا لم يكن أفضل، ولكن أنا أؤمن أن لكل إنسان شيء يميزه وإن كان هو لا يدرك ذلك، ولكن الآخرين سيرون ذلك التميز وينبهرون به، وهنا سيتمكن الشخص من اكتشاف أشياء كثيرة عن نفسه هو لم يكن يظن أنها لتكون.

أوافقك الطرح تماما بأن الفكرة إذا حققت معايير النجاح في السوق فسدّت ثغرة أو جاءت بأمر غير مألوف أو حتى تميزت في أسلوبها وكذا.. تنجح بدون أن نتطرق لرأي صاحبها بها، لكن الايمان بها يحقق لها نجاحا أكبر و تطورا احسن، لذا على الرغم من ان الايمان بالفكرة ليس السبب الوحيد في نجاحها، و ربما تنجح دونه، لكن وجوده في كل الأحوال لا يضر الفكرة بل يجعلها أكثر نجاحا.

يا صديقي الايمان بالفكرة يلزمنا نحن كرواد أعمال لتحقيق الرضا وهو ليس مرتبطا بجني الأموال، البشر مخلوقات معقدة، نقبل بربحية أقل لمشروعات لأننا نحبها ونترك اخرى مربحة جدا لأننا لا نحبها، صدقني الامر غاية في التعقيد ولا علاقة له بالمال عند الكثيرين ولكني لا أغفل أن المال كل شيئ عند بقية البشر، هذه حقيقة.طرحك لهذه الفكرة موفق جدا.

بالنسبة للعبة Flappy Bird فإن عوامل نجاحها الأساسية لكونها غالباً قامت بتلبية احتياجًا لدي اللاعبين أو تسد فجوة في السوق، لذا تحقق نجاحًا كبيرًا حتى لو لم يكن المطور يؤمن بها بشدة ولكنه نوع من الحظ لعب التوقيت وأختيار نوع اللعبة فيه جانب رئيسياً حيث قام بتحويل فكرة عادية بسيطة إلى لعبة تحقق نجاح كبير بسبب كونها لعبة تبدو ساذجة ونمطية بحسب تقدير صانعها نفسه ، ولكن كثير من الأمور التافهة تنجح في بعض الأحيان مثل لعبة الديناصور القافز فوق أشجار الشوك التي تظهر عند إنقطاع النت ،لذا يعد نجاح تلك اللعبة هو الشاذ الذي يؤكد القاعدة والقاعدة التي أقصدها أنه من الضروري معرفة أن النجاح في ريادة الأعمال يعتمد على مزيج من عدة عوامل، بداية من الفكرة نفسها، وملاءمتها للسوق، والتنفيذ، والإيمان بالنفس والفكرة.

كيف لم يؤمن بالفكرة وهو أنشأ شركة تطوير ألعاب عام 2005 حسب ويكيبيديا, في حين لم تكتسح اللعبة العالم إلا بعام 2013, لقد كانت شركته تطور الألعاب على مر ثمان سنوات.

كما أنه طرحها مجانا للربح من الإعلانات وهذا ما حقق له الربح فعلا, ربما لو طرحها بمقابل ما كان ليحقق ليدفع الناس المال لشرائها كونها لعبة بدائية لتمضية الوقت على الهاتف ولا تستحق الشراء.

بصراحة أول مرة أسمع عن هذه الحالة، ولكن أظن أن الموقف به توفيق ومنحة لشخص ربما اجتهد مرات عديدة سابقاً ولم يأخذ ما يستحق.

عن نفسي أنا مع الوسطية أن أؤمن بمشروعي كل الإيمان ولكن اتبنى اعتقاد أن الإيمان لن يضمن النجاح، وبذلك أبذل كامل جهدي به ولا أحزن لو فشل أو لم يأتي بما هو متوقع.