إن التركيز على التوجيه ،الإلهام والتحفيز لتحقيق الأهداف الاستراتيجية سمات يتسم بها معضم القائد، فهم يتبنون نمطًا قيادًيا تشاركًيا يدع المجال للفريق في المساهمة في عملية صنع القرار عبر رؤية واضحة واستثارة الدافعية والالتزام لدى أفراد الفريق، بينما التركيز أكثر على الإدارة ،الرقابة والتنفيذ اليومي للأعمال أسلوب يتبناه الرئيس عبر اتخاذ القرارات بشكل منفرد وذلك راجع لكونه يركز أكثر على الضوابط والإجراءات بهدف المحافظة على الوضع القائم وتحقيق الالتزام بالمعايير والسياسات كونها أحد أولوياته القصوى. ونتيجة لذلك قد يحد من مبادرات الفريق، عكس القائد الذي يسعى لتحقيق أداء متميز وابتكار وريادة عبر توفير الرؤية والإلهام .
ولننتقل الٱن النقطة والتي قد تتبادر في ذهن الجميع وهي إمكانية إحتواء فرق العمل على قادة ورؤساء في نفس الوقت ما يقود إلى تضارب في المفاهميم وصعوبة إقناع الطرفين بفكرة أن بعض المهام تحتاج رؤساء أكثر من حاجتها لقادة والعكس بالعكس.
فمن أجل العمل معًا بشكل فعال لتحقيق الأهداف المرجوة، هناك بعض الاستراتيجيات الرئيسية التي يمكن أن يتبعها القائد والرئيس، أولها إذا لم نقل أهمها هو تحديد الأدوار والمسؤوليات بوضوح عبر الاتفاق على المجالات التي سيقوم بها كل منهما بشكل رئيسي لأن العمل بشكل متناغم يمكّن الفريق من تحقيق أهدافه بفعالية، ولبلوغ هذا التناغم لا سبيل إلى ذلك إلا بدعم ثقافة الحوار الفعال وتعزيز التواصل والتنسيق المستمر عبر اللجوء إلى عقد اجتماعات منتظمة كونها تعد خيار ممتاز لمناقشة التقدم ومعالجة أي تحديات في محاولة للوصول إلى توافق في الأهداف والخطط، بالإضافة إلى أن الإحتكام إلى مؤشرات أداء واضحة ومشتركة وسيلة فعالة للتعامل مع نقاط القوة والضعف بموضوعية.
لنخرج قليلا عن الإنشغال بالمهام المحددة ونركز على المهارات الفردية فتبادل المعارف بينهما من اللأمور المهمة التي تساهم في اكتساب الرئيس المهارات القيادية وبالمقابل استفادة القائد من اسلوب الرئيس في تطوير مهارات الإدارة والتنفيذ، كون أن الحديث عن الفوارق بينهما ليس من أجل إعلان حرب والتوصل إلى من على صواب بل قصد إيجاد طرق لتحسين الأداء.
فكون المؤسسة أو فرق العمل تحتوي على قادة ورؤساء ما يضع في كثير من الأحيان القائد تحت إمرة رئيس ويرجع ذلك إلى طبيعة ومجال العمل، واي طغيان لأفكار أحدها على حساب الٱخر يزرع نوعا من الفوضى ما يلزم الثائي على ضرورة التوصل إلى نقطة يكون فيها القائد داعما لقرارات الرئيس وتصرفاته أمام الفريق وأن يعكس الرئيس رؤية القائد وأولوياته في ممارساته اليومية وهذا ما يعزز ذلك من الثقة والاحترام المتبادل وهذا لا يحدث إلا بإعتماد ثقافة الحوار الفعال.