في مجتمع يقول عن كل مُنتج غالي، كيف أتأكّد من صحّة تسعيري؟

أوافقك الرأي فكما أن العرض والطلب هو من يتحكم بأسعار المنتجات كذلك هو من يقرر أسعار الخدمات وقد نشعر أحيانًا بغبن في السعر قياسًا لكمية الوقت والجهد المبذولين لكن عندما نرى أن ذلك هو السائد في العمل نشعر بارتياح ورضا.

هذه كلّها أمور قد يطّبقها أي رائد أعمال، لكن أنا أسأل عن أنّ بعد تطبيق هذه الأمور وبعد أن يتم طرح هذا المُنتج ضمن الأسواق، حين تكون المراجعات كلّها عبارة عن أنّ المنتج سعره غالي جداً، في هذه الحالة ما التدابير اللازمة لمعرفة أنّ التقييم السعري كان فعلاً جيداً وكيف نعالج هذا الأمر؟ هل نعالجه من جهة الجمهور والمتابعين والمهتمين أم أنّ الأمر دائماً يجب أن نعود به إلى السعر فعلاً لتعديله

الأمر أكثر من كونه عرض و طلب، فالجمهور المستهدف هو أهم عنصر، لو نطبق الأمر هنا في الجزائر فالأغلب يتذمر من أسعار الخدمات الإلكترونية، و لكن لو نفس السعر قمت بتقديمه لشخص في دولة أخرى سيجده ممتاز، لهذا يجب أن نهتم بهذا الجانب أيضا.

أعتقد أنه يجب علينا أن نهتم بدراسة مبدأ العرض والطلب

هذه عوامل برأيي يمكن أن نضعها في عين الاعتبار قبل البدء فعلاً في انتاج المُنتج، بعد طرحه برأيي يكون غريب جداً التفكير بمبدأ العرض والطلب لإنّ الأمر بكل تأكيد لا يمكن قياسه بهذه الطريقة، ما يدريني أنّ الطلب الذي يأتي إن عددته أنا جيداً أن يكون مضاعفاً في حال قمت فعلاً بإضلاح مشكلة في السعر؟ حيث أنّ هذه الأرقام بحد ذاتها لن أعرف منها نجاح مشروعي فعلاً بالنسبة لوضعه المثالي.

هنالك فرق بين تقديم الخدمة وتقديم المنتج، فتقديم الخدمة تتراوح ما بين كل شخص والأخر كما المثال الذي طرحته في سعر كوب الشاي والمهندس ذو الخبرة وبرأي هذا أمر مشروع، أما تقديم منتج فيجب أن يكون له ضوابط بالحد الأدنى والأقصى للسعر على حسب الجودة، وبرأي هذا يجب أن يكون له ضوابط من قبل جهات مختصة ولا يجب أن تترك هكذا لمزاج كل فرد وكل شركة فسعر الشاي مثلا يجب أن يكون له ضوابط كمنتج نهائي مثلا كيلو الشاي أقصى سعر له يكون 100 ج مثلا أما لو تعدى الكيلو هذا السعر إذا هنالك مشكلة ويخلق الجشع الذي نراه بشكل يومي ما دام ليست هنالك ضوابط محددة للسعر الأدنى والأقصى للمنتج.

ثلاث مرات فأخبرهم أن ألف ثمن الطرق بالمطرقه و 499 ألف ثمن الخبره.

هنا مثلاً، كيف يتأكّدوا فعلاً بأنّهُ لا يتفاضى أجراً أعلى مما طلب؟ أو بالعكس أن يكون العميل يطالب بأجور أقل من ما يجب أن تكون وهكذا؟ بالنهاية كل هذه الأرقام هي أرقام وفقط ولن نعرف منها الشكل المثالي للسعر الذي يجب أن يكون مقابل الخدمة، أي أنّ مطلبي أن يعرف الشخص السعر المثالي من حيث الربح للتاجر والتوفير للمستهلك ليكون واحد لا رجعة فيه، دون أن يتأثر بالآراء.

لكن هناك خيارات للتعامل مع السعر قبل طرحه في السوق، معظم هذه السوق تتعامل مع مسألة التسعير على أنّها بعد الطرح ولكن بدون أي ذكر لمشاكل محتملة مع الزبائن بعد الطرح بالسعر الفلاني وكيفية التعامل مع اعتراضات العملاء القائمة على استغلاء المنتج وخاصة لو كان هذا الأمر سلوك مجتمعي تقريباً يقوم به العملاء تقريباً مع أي منتج يكون في البلد ومهما كان الشكل.

فكرة التسعير بناءً على العميل برأيي تثير الكثير من الاسئلة المتعلقة بأخلاقيات المهنة التي نقوم بها، لإنّ هذا الأمر يسمح باستغلال من هم قابلين للاستغلال ولذلك لا أفضّل التعاطي مع النفس مع هذا الباب المفتوح، أحبّ أن يكون كل شيء مقيداً معروفاً بشكل سلف قبل القيام به، هذا الأمر أنجح برأيي للحفاظ على سوية مع العملاء، بهذا لن أتعرّض لأي متاعب واختلاط أمور وتسعيرات.