يُستخدم مفهوم VUCA من أجل وصف بيئات العمل المعقّدة التي تتسم بالتباين والتعمّد وعدم اليقين. للوهلة الأولى اعتقدّت أنّه مفهوم سلبي إذ أنّه قد يكون معوّقًا للنّجاح نظرًا للرّؤية غير الواضحة التي قد يفرضها على بيئة العمل. ولكن أليس التعقيد أحيانًا مخفّزًا للإبداع؟

ففي بيئة تتّسم بالتعقيد يتعيّن على المدراء البحث عن آفاقٍ جديدة والتفكير بطريقةٍ مختلفة من أجل الخروج بوضعٍ مختلف. فتصبح عندها الشركة في حالة الاستعداد القصوى للعمل الجماعي ولتوحيد الجهود من أجل حصد نقلةٍ نوعيّة في الأداء.

لا زلتُ أتذكّر مثلًا منذ أربعة أعوام وفي بداية جائحة كورونا عندما عشنا حالة تخبّط في الشركة التي كنتُ أعمل بها. كنّا في حالة يرثى لها إذ أنّنا لم نكن نعرف كيف نتصرّف في هذا النّوع من المواقف، فمن جهة علينا أن نلتزم بالإغلاق العام ومن ناحيةٍ أخرى فإنّ الإغلاق يكبّدنا خسائر فادِحة.

نتيجةً لذلك، قمنا بخطةٍ من مرحلتين:

1- تبنّي فكرة التجارب الجريئة: ففي الوضع الذي كنّا فيه، كانت الشركة بحاجة إلى تجربة جريئة من أجل حل هذه المشكلة.

ووصلنا في هذه المرحلة لحل وهو إنشاء تطبيق الكتروني من أجل الحفاظ على العلاقة مع عملائنا. ومن جهةٍ أخرى، فقد تقرّر أن ننتقل بأعمالنا إلى المنزل من خلال عقد اجتماعات عن بعد عبر تطبيقات Zoom و Meet

2-إنشاء فرق متعددّة الاختصاصات Interdisciplinary team:

تمّ تقسيم الموظّفين داخل الشركة إلى أقسام ولكل قسم مهمّة تُنجز عن طريق التنسيق المستمر. وعلى رأس هذه الفرق مدرّبين معنيين بتطوير المهارات الالكترونيّة ومهارات العمل عن بعد.

وقد نجحنا بالفعل.

وأنتم برأيكم، هل التعقيد فرصة أم أنّه معوّق للإبداع؟ ولِما ذلك؟ وما هي تجاربكم في هذا الأمر؟ حدّثونا عنها.