الكثير من المحاضرات التي حضرتها أو كنت قد شاهدتها في شقّ ريادة الأعمال كان المتحدّثون فيها يستخدمون قصص النجاح خاصتهم أو تلك المتعارف عليها والمشهورة، كانوا يقدّمونها وهي مغلفة بطبقة من الوهم والتشويق المبالغ فيه فكنت شخصيا أرى أن الأمر ليس فيه توازن يذكر.
في نظري فإن المبالغة في سرد هذا النوع من القصص قد يؤدي إلى إعطاء الأفراد توقعات غير واقعية حول مجال ريادة الأعمال والقيادة فالواقع ما نعلم يتطلب غالبا تضحيات كبيرة وجسام، وقدرة كبيرة على تحمل الخسائر والمخاطرة، وما تلك القصص سوى نتيجة تعب سنين لهذا لا يجب أن يتم تسليط الضوء على الملائكيات فقط فقد يكون هنالك تجاهل كبير للعوامل الظرفية التي تلعب دورا في تحقيق النجاح كالفرص الفريدة التي تكون متاحة لفئة مخصصة فقط وحتى الجوانب الثقافية والاقتصادية التي قد تؤثر على إمكانية النجاح، أما من الجانب الآخر للقضية فأرى أيضا أن يمكن تحفيز الأفراد بواسطة تلك القصص الناجحة فهي تمث نقطة إيجابية ودافعا مهما للمبتدئين في المجال، لكن هل سيستمرون؟ هذا هو السؤال الأهم!
حسب تجربتي فالتحفيز له تأثير محدود ولحظي، كالشمعة التي لا تنير المنزل إلا بعد حرقها بعود الكبريت، التحفيز لا يؤتي ثمارا على المدى البعيد، بينما الإنضباط هو الحل الوحيد الذي سيجعل من الإستمرارية ديدَن رائد الأعمال، من خلال التعلم المستمر والالتزام والمثابرة والتضحية، وأنتم ما رأيكم هل أنتم مع أم ضد التحفيز بواسطة القصص الملهمة؟ هل ترون فيها مبالغة أم حقيقة؟ وأي مقترحات
أفضل؟
التعليقات