مطعم عربي في بلد أجنبي، أي نوع من التحديات يمكنه أن يواجه؟

 تخيل أنك بنفسك صاحب مطعم عربي في بلد أجنبية وتود دراسة المشروع قبل البدء ورصد التحديات التي توقع أن تواجهك، وأمامك ورقة بيضاء، ماذا ستكتب فيها؟

أول تحدّ قد يخطر ببالي هو مشكلة البحث عن موردين موثوقين يمكن أن أكوّن معهم علاقة جيدة فهي مفتاح للإستمرارية والنجاح في هذا المجال، سأفكر في كيفية الاستماع للزبائن وكيف ألبّي توقعاتهم، هذا يمكن أن يساهم بشكل كبير في نجاح المطعم، هنالك تحدّي آخر ويتمثل في كيفية التواصل الجيد مع السلطات المحلية فهو أمر حيوي لتجنب المشاكل القانونية، ولضمان الامتثال للقوانين المحلية التي تخضع فيها تلك المناطق.

أول شئ لن أغامر إلا إذا عرفت أن ذلك البلد الأجنبي يستقطب الكثير من المهاجرين العرب، تخيلت أنه سيكون المطعم فلسطيني فأنني سأستهدف دولة ألمانيا أو تركيا لأن الكثير من المهاجرين يتمركزون هناك.

بعدها سأقوم بالخطوات التالية:

1- دراسة السوق: سأقوم بدراسة السوق في تلك البلدية عبر زيارة المطاعم العربية الموجودة بالفعل في المنطقة ودراسة العروض والأسعار التي تقدمها. أيضا تقييم الأساليب التي يستخدمها المطاعم العربية الأخرى في الترويج لأنفسهم وتوظيف تلك الأفكار في مطعمي الخاص.

2- تصميم القائمة: عند إعداد قائمة الطعام لمطعمي الجديد، سأركز على الأطباق الأكثر شعبية من بينها "منقوشة الزعتر" ولكن سأضيف بعض اللمسات الإبداعية الخاصة بي، مثل الديكور أو تقديم طبق السهرة "الكنافة"

سأحرص أيضا على توفير بيئة مريحة وموسيقى عربية جميلة، وتقديم قائمة طعام جذابة ومناسبة لجميع الأذواق. أيضا يمكنني تقديم بعض الخدمات الإضافية مثل تنظيم الأمسيات العربية الترفيهية والحفلات الموسيقية.

3- التسويق: بالتأكيد التسويق سيكون مهم لمطعمي لذلك سأحاول إنشاء صفحة على وسائل التواصل الاجتماعي وتقديم مقاطع فيديو إعلانية لترويج لمطعمي، وأحيانا أقوم بعمل مسابقات وجوائز لمن يأكل في المطلع ليدخل في السحب.

واحدة من التحديات التي لا يمكن تهميشها وسيكون على صاحب المحل إيجاد حل سريع وعملي لها هي الحصول على المكونات (المواد الخام) التي يستخدمها في عمل الأكل

أعتقد أن هذا الآن ليس تحديا كما تتصورين في ظل وجود التجارة الإلكترونية وإمكانية التسوق من أي مكان.

لكن ما أفكر فيه كتحدي تنوع القائمة بحيث أرضي كل الأذواق للعرب المتواجدين بالبلد، فكما تعرفين المطبخ المصري مختلف تماما عن السوري والفلسطيني ويختلف كليا عن المطبخ الجزائري والمغربي، لذا سأحاول أن ادرس السوق جيدا لحصر الجنسيات التي سأستهدفها بمنطقتي، لأتمكن من وضع قائمة تلبي احتياجات الكل.

أيضا فكرة استهداف العرب والأجانب يتطلب الموازنة بكل شيء، مثلا التصميم يكون عربيا مدمجا ببعض اللمسات الخاصة بالدولة التي أنا بها، ويمتد ذلك لكل ما يتعلق بالمطعم.

طبعا سيكون من الجيد، أن يكون التسويق يشمل عملية التذوق هذا سيشجع حتى الأجانب على التجربة

هُناك مشكلتين علينا أن نتفطّن إليهم مباشرةً، مشكلتين متعبتين فعلاً لإنّهم غير قادرين على التغيير من قبل صاحب المطعم بل هي عقلية مجتمعية تحتاج جهوداً مجتمعية لتغييرها، الأولى قلة الوعي بالمطبخ العربي، المطبخ العربي مطبخ لذيذ جداً ولكن ما لا نعرفه لا نجرّبه، من منّا مثلاً خطر على باله أن ينزل إلى مطعم يقدّم أكل كوري في بلاده؟ لا أحد. لماذا؟ بسبب قلة وعينا بمنتجات الكوريين من الطعام وتصوّرنا المسبق الغير مشهّي عنهم، قد لا يكون بعض الأشخاص في البلاد الأجنبية على دراية بالمطبخ العربي وهذا طبيعي وطبيعي جداً ومتوقّع أصلاً وقد يجعل من الصعب إقناعهم بتجربة الطعام. وبالتالي يصبح لديك أعتماد كامل فقط على الزوّار العرب وهذه مخاطرة، لا يمكنك الاعتماد عليهم فقط.

المشكلة الثانية تكمن برأيي في الصور النمطية السلبية عن العرب، قد يكون لدى بعض الأشخاص في الدولة الأجنبية صور نمطية سلبية عن الشعب العربي وهذا قد يجعل من الصعب جذب العملاء وبناء سمعة إيجابية للمطعم، وهذا فعلاً مثلاً ما يتعرّض له الكثير من الشبّان السوريين ورجال الأعمال في ألمانيا مثلاً، ليس من السهل إقناعهم بالشراء منك، أنت بالنسبة لهم مجهول، لن يعطي الكل فرصة لك.

في إحدى المرّات التقيت بأحد أصحاب المطاعم وهو لبناني يمتلك مطعمًا في أستراليا وقد سألته بالفعل حول العقبات التي يواجهها. كان أوّل ما أخبرني به " نواجه بدايةً تحدّيًا ثقافيًّا إذ أنّ الأطباق التي نقدمّها هي ذات طابع ثقافي يختلف عن الطابع الثقافي لأطعمتعهم". وبالفعل لقد فكّرتُ بالأمر مليّا ووجدت أنّ ما أخبرني إياه هذا الشخص صحيح ولذلك فكّرت أنّ الحل قد يكون في تقديم الأطباق العالميّة مثل الدجاج المقلي. ولكنه سيفتقر بكل تأكيد للطابع الذي يميّزه وهو ما يجعل من الطبق الخاص حلّا أفضل للتميّز. وأمّا ثاني عقبة فقد أخبرني " توفير المواد الأوليّة للأطباق وثالثا فهناك التحدّي التسويقي وهو الوصول لأكبر شريحة من أبناء الوطن".

اعتقد يا رغدة أن أكبر التحديات هو جذب العملاء لمطعم جديد لذلك سأتأكد من توفر الميزانية للحملات الإعلانية وثانيا الضرائب و التكاليف الملزم بها المطعم من إيجار و مرتبات للعمال و مصاريف أخرى هامة.

أرى أن المطاعم العربية التي تقدم الأكل الحلال سيكون لها نصيب كبير من الزبائن المسلمين و غيرهم أيضا المحبين للتغيير

كما أن كتابة كلمة "حلال" خارج المطعم ستكون طريقة جيدة لجذب العملاء.