في واحدة من سهرات سمر الأصدقاء، حضر شخصان لم أكن على معرفة سابقة بهما. ومن عادة مثل هذه الجلسات أن يُفتَح باب الحديث عن عمل كلِّ شخصٍ ومساره المهني، خصوصًا إن كان جديدًا على الجالسين.

قدّم الصديقان الجديدان نفسيهما باقتضاب. لنتعرّف على وظيفتهما كمسؤلي مبيعات في إحدى أشهر براندات الملابس في مصر والعالم. وعلى الرغم من رغبتي الحقيقيّة في الحديث عن خطوط مثل هذه البراندات، فقد أفرط الصديقان في الحديث عنها بشكل غير معقول.

من بداية الجلسة وحتى انتهاءها، لم يألُ الصديقان جهدًا في الحديث عن الشركة. وكأنّهم الملّاك الحقيقيين لها. وعلى الرغم من ذلك، فقد تناولا الحديث بحبٍّ فعلًا، وبانبهار حقيقي وامتنان لوجودهما في منظومة مثل هذه.

ما أدهشني في الأمر هو كيفيّة تحقيق ذلك من أساسه. فالشركة فعلًا استطاعت أن تضع علامتها التجاريّة كحلقة في أذن الموظّفين. حقّقت لديهم الرضا شبه الكامل والرغبة في الاستمراريّة. وبالتالي فهم ممتنين لوجودهم هناك طيلة الوقت.

قد يرى بعضٌ من كارهي الأعمال الوظيفيّة أن هذه مجرّد خدعة ليس إلّا. لكننا في المقابل لا نستطيع التعامل مع الأمر من هذه الزاوية. يجب أن نضع في الحسبان أن الفكرة تتمثّل في حقوق فعليّة أيضًا واستفادة تعود على الموظّف بالفعل.

بالتأكيد تستفيد العلامة التجاريّة عندما نسرى السعادة في أعين موظّفيها. تتملّكهم عندها الرغبة في الحديث عنها وعن تطوّرها ومصداقيّتها طيلة الوقت. لكن كيف تجعل هذه الشركات من الموظفين مسوّقين فعليين بشكلٍ غير مباشرِ في رأيكم؟