لماذا يرى هؤلاء أن العلاقات ترتبط بريادة الأعمال إلى هذه الدرجة؟

 لماذا يرى هؤلاء أن العلاقات ترتبط بريادة الأعمال إلى هذه الدرجة؟

انظر لنا اصحاب العمل الحر في بدايتنا كيف كنا وكيف أصبحنا اليوم بعدما تعاملنا مع العديد من الأشخاص وكونا علاقات طيبة معهم، حصولنا على العديد من المشاريع اليوم يكون من خلال العلاقة مع العملاء أكثر من حصولنا عليها من خلال مهاراتنا فقط أو تعليقنا على عدد من المشاريع والتعليق بطريقة احترافية، الكثير من العملاء يتواصل معك بتعامله السابق معك أو من خلال توصية عميل تعامل معك في السابق وربما حتى عملك لم يكن بالمهارة والاتقان التي أنت عليهما الآن.

وهل يمكن أن تكون بديل عن المال في بعض الأحيان؟

بكل تأكيد علاقات العمل تكون بديلة عن المال في تلك اللحظة التي كنت تقوي العلاقة وعلى المدى البعيد تصبح هي مصدر المال الحقيقي والذي لا يفنى.

فعلا فإن إمتلاك شبكة واسعة من العلاقات أمر هام في عالم ريادة الأعمال. أو دعني أنصفها " إنها الرأسمال الحي" . حقيقة فإن ما يصقل تطورنا الشخصي هو هذا النسيج الذي نحكيه منذ نعومة أظافرنا حتى يصبح شبكة تحوي جميع معارفنا وقواعدنا. لا نقف هنا, بل نعمل يوما بعد يوم على تطوريها حتى تصبح نقطة قوة لا بل إرتكاز. في عالم الأعمال فإن مصطلح Networking هو علم بحد ذاته يقوم على تراكمية المعارف عبر بناء العلاقات المثمرة خاصة عندما يكون هذا البناء مقرونا بالدراية والمعرفة. فهناك علاقات لا تكون عديمة الفائدة فقط بل ممتصة لطاقاتنا وقدراتنا. رائد الأعمال أو المستثمر أو صاحب المشروع هو عبارة عن مجموعة من القرارات الصائبة التي يتخذها. وفي صوابية القرارات فإن الشبكة التي يمتلكها هي معيار أساسي في تحديد الجدوى والضرر وما يصنع منها من القرارات الأكثر حكمة. ففي الشق المالي مثلا فإن معرفة أصحاب الخبرة في هذا المجال يساهم في تحديد الإستراتيجية المالية الأفضل للمشروع من خلال مراكمة خبرات وتجارب ومعارف أصحاب الخبرة. إن بناء هذه الشبكة شبيه ببناء Interdisciplinary team أو فريق متعدد الإختصاصات وهو أمر رائج جدا في العالم الغربي وهو مبني على التخصص وتشعب الحقول المعرفية.

العلاقات نفوذ. إذا أسّستَ علاقاتٍ قويّةً، سيكون لديك مقدار من النفوذ.

قد يكون لهذه المقولة جانب من الصحّة في الواقع، وهذا أمر منطقي، فكلّما زادت علاقات الإنسان في عمله كلّما زاد نفوذه، لكنّي لا أشجّع هذا النّوع من التّعاملات لما فيه من المحسوبية في العمل، وإستغلال النّفوذ الذي ينتج عنه ظلم العديد من الفئات.

إن إنتقلنا للحديث من جانب ريادة الأعمال فمن الجيّد أن نقوم بتقسيم علاقاتنا وتصنيفها وفلترتها، فلا خلطَ بين علاقات الصّداقة والعمل والزّمالة، فعلاقات العمل يمكن توسعتها لأبعد نطاق ممكن مع الإعتماد على معايير مفيدة لطبيعة العمل، وبشرط أن تكون هذه العلاقات لا ينجرُّ عنها ظلم لأيّ فئة كانت، خاصّة في الآونة الأخيرة سمعت كثيرا عن حالات متابعة قضائية لأشخاص إستغلّوا النّفوذ للإستفادة من إمتيازات وتسهيلات إقتصادية لكنّهم اليوم متابعون والسّجن يُناديهم!