العولمة وإدارة الأعمال 

منذ زمن ونحن نسمع عن العولمة وندرك معناها ولكننا لم نتخيل أن نعيشها ونتعايش معها بهذه السرعة الزمنية القصوى.

ففي القرن الواحد والعشرين أصبحنا نعيش عالما افتراضيا أكثر من كونه عالماً واقعيا، لذا دعوني أوضح لكم ماهية العولمة فهي ظاهرة عالميّة تسعى إلى تعزيز التكامل بين مجموعة من المجالات الماليّة، والتجاريّة، والاقتصاديّة وغيرها، كما تساهم العولمة في الربط بين القطاعات المحليّة والعالميّة؛ من خلال تعزيز انتقال الخدمات، والسلع، ورؤوس الأموال، [١]

وَتُعْرَف العولمة بأنّها عملية تطبقها المنظمات، والشركات، والمؤسسات بهدف تحقيق نفوذ دوليّة، أو توسيع عملها ليتحول من محليّ إلى عالميّ. [٢]

من التعريفات الأخرى للعولمة أنها دعم القطاع التجاريّ ضمن كافة أنحاء العالم؛ وتحديداً من خلال المنشآت الكبرى التي تنتج الخدمات والسلع ضمن دول عديدة ومتنوعة.

وبما أن العولمة تأثر على إدارة الأعمال، فدعوني أبين لكم ماهية إدارة الأعمال

هي عِبارة عن الطّريقة أو اَلتَّصَرُّف الإداريّ الذي يُساهم في تطبيق السيطرة، والإشراف على الأعمال الخاصّة بمنشأة ما،

وَتُعْرَف إدارة الأعمال بأنّها الإدارة المُطبقة ضمن كافة مجالات الأعمال، وتهدف إلى جمع العديد من الأشخاص من أجل الوصول إلى الأهداف المطلوبة بفاعلية.

من التعريفات الأخرى لإدارة الأعمال هي الإدارة التي تَهْتَمّ بتحديد الغايات والأهداف الخاصّة بالأعمال وتسعى إلى تحقيقها، كما تتمثّل مهمة إدارة الأعمال بتطبيق كُلّ من القيادة، والتنظيم، والسيطرة.

ففي زمن الثورة المعرفية والتنافسية التقنية التي نعيشها في القرن ٢١ أصبح العالم بكل ما فيه عبارة عن قرية صغيرك متكاملة بكل ما فيها، فقد ساهمت التكللوجيا الحديثة ووسائل الاتصالات من حواسيب وهواتف ذكية والبرمجيات الحديثة في عمل شبكة عالمية تربط المملكة بعالم البعيد قبل العالَم القريب في جميع المجالات سواء كانت اجتماعياً أو صناعياً أو تجارياً أو سياسياً وذلك كل عبر وسائل الاتصالات الحديثة التي صنعت لنا واقعا افتراضيا نعيش ونتعايش معه دون الحاجة للتنقل مع توفير الوقت والجهد ألازم لإتمام تلك المصالح الدولية والعالمية.

ومؤخرا بعد أزمة كورونا تضاعف اعتماد الدولة على الواقع الافتراضي في قضاء مصالحها، فمن الناحية التجارية تضاعف الاعتماد على التسوق الإلكتروني من جميع دول العالم. 

ومن الناحية الاجتماعية زادت نسبة التفاعلات الاجتماعية في الواقع الافتراضي مقارنة بقلتها في الحياة الواقعية. 

أما من الناحية الإدارية فقد أصبحت معظم المؤسسات والشركات تتم أعمالها عن بعد. 

أما من الناحية الأمنية فقد أصبح معظم الوثائق الرسمية من جواز سفر وأقامه وعقود ووكالات ألكترونية. 

أما من الناحية السياسية فقد ساهمت التقنيات الحديثة في تقوية العلاقات الدوليه وحل معظم القضايا من خلال تلك الوسائل التقنية، وقد اختصرت الكثير من الوقت والجهد في معظم العلاقات السياسية بين الدول.

وأخيرا وليس آخرا، أرى أننا نعيش في عالم كل ما نريده ونتمناه متوفر بين أيدينا، فقد سخرت العولمة بكل اتصالاتها وتقنياتها لإدارة أعمال تلك الدول على جميع الأصعدة. وكلاً في مجال أبدع في إنجازه سواء كان من ناحية الجودة والكفاءة في المخرجات أو في سرعة وسهولة تقديم الخدمة أو المنتج. 

فقد اختصرت العولمة حدود الزمان والمكان لتضع العالم بين أيدينا.

وبهذا تكون العولمة قد سخرت نفسها بكل أماكنياتها لخدمة إدارة الأعمال الأمر التي تريد تطويره أو الدولة التي تريد أن تزدهر بها.