الكثير من الناس يغريها مجال ريادة الأعمال ،و تود أن تتحول لرواد أعمال ؛و هذا ما حدث معي أنا أيضًا!

 كنت أملك العديد من الأفكار: بعضها ما كان ناضجًا، وبعضها ما كان مغلوطًا! ولكي أقف على أرض صلبة؛ كان علي السعي والبحث المكثف.. وهنا سأضع بين أيديكم تجربتي و أهم النقاط التي ساعدتني في هذا المجال : 

أولا سألت نفسي عن سبب هذه الرغبة فإذا كنت أود الحرية والتخلص من الوظيفة؛ فإن هذا مجرد هراء! ولا تصدق أحد حين يخبرك أنك بمجرد تأسيسك لشركة ناشئة و بمجرد أن تصبح رائد أعمال فهذا سيجعلك حر التصرف بل الواقع عكس ذلك تماماً! إن أي موظف يعمل في شركتي يمكنه الحصول على إجازة، أو حتى يمكنه ترك العمل بأي وقت فهو يملك حرية؛ أنا لا أملكها إذ علي التزامات لابد أن أحققها و خاصة إذا كان هناك مستثمرين يضخون أموالهم في شركتي وينتظرون أرباح . وإذا كنت في الوظيفة أعمل ثمانية ساعات فأنا كرائد أعمال قد تصل ساعات عملي إلى 16 ساعة.

ثانيا:  الإلتزام هو أهم ميزة لرائد الأعمال: وهذا ما أكد عليه كل المدربون والمرشدون الذين يساعدون رواد الأعمال على تحقيق أهدافهم و أهمهم جرانت كاردون الذي وضع مثالاً عن أهمية الالتزام في حياتنا، فإننا نحصل على نتائج سلبية من جراء التزامنا بأفعال سلبية فكاردون نفسه يقول: (كنت ملتزماً بتعاطي المخدرات بالوقت المحدد و حققت نتيجة أنني أصبحت مدمننا وحين وعيت لذلك غيرت أفعالي فتعافيت تماماً وحولت التزامي للنواحي الإيجابية التي تحقق نفعًا.)

أنا مثلاً ملتزمة بالسعي من أجل الآخرين وقد يبدو ذلك إيجابيًا أو يأخذ صورة من صور العطاء لكنه في الواقع يجعل الآخرين ينظرون لي وكأن هذا واجبي اتجاههم ويجعلني أنظر لنفسي نظرة المقصر لذاته وحين أدركت ذلك قمت بترسيم الحدود مع كل الأشخاص والأشياء والتزمت بتحقيق أهدافي و تنفيذ خططي، وماذا عنك هل أنت ملتزم بشيء ما تود التخلص منه واستبداله بالتزام إيجابي يحدث فارق في حياتك؟ 

ثالثا: لا بد أن أعرف نفسي: أعتبر هذه النقطة جوهرية كونها تجعلني أقف أمام نفسي بوضوح أعرف ما لها وعليها أين نقاط قوتي لأستغلها وأين نقاط ضعفي لأعالجها.. 

وحين قمت بهذه المكشافة وعرفت مواطن شغفي وإبداعي جمعتها معا وبنيت فكرتي من خلالها .

رابعا : أجد الفكرة الملائمة: الكثير من رواد الأعمال يقع في هذا الفخ حيث يبدأ بتنفيذ فكرة يعتبرها فكرة مناسبة للسوق ثم يكتشف بعد ذلك وبعد أن يتكبد الخسائر أن الفكرة التي قام باختيارها هي فكرة لا تناسب السوق المستهدف ولا يحتاجها ولذا من الضروري قياس قوة الفكرة قبل التطرق لتنفيذها _وسأتناول كيفية قياس الفكرة في المساهمة التالية بشكل أوسع_  

لا بد من أن تشتمل هذه الفكرة في الوقت الحالي على أربعة عناصر مهمة :

  • أن تكون قابلة للتطبيق 
  • أن تكون هي الحل المثالي لمشكلة العميل 
  • أن توفر عليه الوقت والطاقة والمال 
  • من الرائع أن تكون رقمية وخاصة أن المنتجات الرقمية تجذب المستثمرين 

خامسًا: المرشد :مهما كانت معلوماتك وخبراتك فأنت بحاجة لمرشد أعمال أو شخص متخصص بمساعدة الريادين هذا سيجعل فكرتك قابلة للنجاح بشكل أكبر ، لأننا حين نتبنى فكرة فإننا إما أن نخاف تنفيذها أو أن نقدم على تنفيذها من وجهة نظرنا بعيدًا عن فهم احتياجات السوق وفهم اقتصادياته وطرق الولوج إلى أي سوق لا نعرفه .

فأهم ما ساعدني في انشاء شركتي: هو أنني لم أكتفي بالدورات التديبية، والدراسة الجامعية ؛وأنني لجأت لعدة مرشدين في هذا المجال كل منهم ساعدني بإضافة بصمته الخاصة ورؤيته.

سادسًا: الثقافة الريادية : اليوم كل شيء نريد معرفته متاح عبر الانترنت؛ سواء بالطرق المجانية أو المدفوعة فلا يوجد أي حجج من أجل التراخي والتكاسل عن التثقيف الذاتي . هناك العديد من الكتب والأبحاث والفيديو والقصص التي ستؤثر ايجابًا على خلق الملكة الريادية لدي، وستجعلني أفهم كل ما في هذا المجال من أسرار .

بعد كل ذلك يمكنني أن أبدأ بوضع خطة مشروعي وهو الأمر السهل الذي لن يأخذ مني وقتًا طويلاً ويبقى الأمر الأصعب وهو التنفيذ والذي يحتاج لعاملين رئيسيين وهما: الالتزام والاستمرارية . 

الكثير من الناس تخطط من أجل الحصول على جسد صحي ورياضي لكن التنفيذ يختلف من شخص لآخر نتيجة للعامليين السابقيين وهذا ما يحدث في كل أمور حياتنا ..

الآن ما الذي يعيقك عن البدء بإطلاق شركتك الخاصة ؟