برأيك لماذا تستسلام الشركات الناشئة رغم النجاح الكبير المتوقع لها تحقيقه لشركات العملاقة وتسمح لها بالاستحواذ عليها ؟
سؤال بسيط
الكسب السريع في العاجل القريب ،
هب أنك تمتلك محلا للملابس ، وجاءتك إحدى الشركات الكبيرة في صنع الملابس ، وعرضت عليك الإستغناءعن موقعك وتركها تستحوذ عليه مقابل الحصول على مبلغ من المال هو في الحقيقة أكبر بكثير من أرباحك في الوقت الحالي ..
بالتأكيد ستوافق وخصوصا إذا كنت في حاجة ماسة للمال
وبالمناسبة هذا ينطبق على كل مجالات احياة بوجه عام
أعلم كتّاب ومؤلفين مشهورين ، يقومون بسرقة مجهود الشباب المكافح العبقري في التأليف والسرد ونسبه إلى أنفسهم مع إعطاء مقابل مادي لهذا الشباب ليتنازل عن جميع حقوقه فيها !!
ألا ترى أن القصتين متشابهتين إلى حد كبير
قد تكونا متشابهتين من حيث دوافع كل الطرفين , فهناك طرف يريد الحفاظ على قوته ومكانته مهما كلفه الامر , وعلى النقيض من ذلك نجد الطرف الاخر يكتفي بنجاحا محدود هذا اذا سميناه نجاحا كون ان من يقوم ببيع مجهوده رغم اشتغله عليه وفرصه الكبير في النجاح قد يعتبر صفقة خاسرة حتى ولو كانت تبدو مربحة لصاحبها في الظاهر .
فصاحب المحل او الموقع او الشاب الذي يألف بعبقرية تم يبيع مجهوده كل ؤلئك مدفوعين بالرغبة السريعة في تحقيق الربح دون النظر الى الفرص الكبيرة التي قد تكون متاحة امامهم سواءا في المستقبل القريب او البعيد .
للعديد من الأسباب، اهمّها هو إمكانية تحقيق الأهداف بسرعة أكبر، خاصةً أهدافها التي تحتاج إلى رأس مال ضخم!
لا اعتبر استحواذ الشركات العملاقة على الأصغر أمر سلبي على سير الشركات الناشئة، فالعديد منها حافظ على هويته التجارية ومجلس إدارته على الرغم من استحواذ شركة أكبر.
أقرب مثال على ذلك هو ما حدث مؤخرًا من استحواذ شركة اوبر على شركة توصيل الطعام الامريكية الأضخم في أمريكا postmates.
الشركة أصبحت مملوكة رسميًا لأوبر لكنها حافظت على اسم علامتها التجارية وطاقم عملها بالكامل والسائقين الخاصين بها وجلس إدارتها.
في المقابل، إضافةً إلى مبلغ 2.5 مليار دولار، فستحصل الشركة على مشاريع عالمية مع الشركة الأم المنتشرة في أكثر من بلد.
ما يعني أن هناك مستقبلًا عالميًا لتخرج الشركة من السوق الأمريكي وتتوسّع في أوروبا كأقرب تقدير.
ليس من السهل فهم السبب: هناك بالطبع عامل آخر يحفز رواد الأعمال إلى جانب الرغبة في أن يصبحوا أثرياء هو الدافع لإنشاء وقيادة منظمة. والمفارقة هنا هو أن محاولة تعظيم أحد الدافعين يعرض للخطر تحقيق الآخر حيث يواجه رواد الأعمال خيارًا في كل خطوة بين كسب المال وإدارة مشاريعهم. أولئك الذين لا يعرفون أيهما أكثر أهمية بالنسبة لهم غالبًا ما ينتهي بهم الأمر غير أثرياء ولا أقوياء.
يريد كل رائد أعمال محتمل أن يكون بيل جيتس أو فيل نايت أو أنيتا روديك ، حيث أسس كل منهم شركة كبيرة وقادها لسنوات عديدة. ولكن يبدو أن هؤلاء الرؤساء التنفيذيين المؤسسين الناجحين هم سلالة نادرة جدًا. وتؤكد ذلك ما توصلت إليه إحدى الدراسات حول 212 شركة ناشئة أمريكية نشأت في أواخر التسعينيات وأوائل القرن الحادي والعشرين من أن : معظم المؤسسين استسلموا.
لماذا استسلموا ؟؟ في رأيي أن بعضهم أنشأ شركته لرغبته في القيادة ولتبنيه فكرة ما يرغب في إنجاحها وهو في نفس الوقت يفتقر إلى بعض مقومات القيادة والنجاح او ليس لديه الخبرة الكافية التي تمكنه من الاختيار السليم لا سيما في البداية ، بمعنى ان بعض رواد الأعمال يبالغون في الثقة بشأن آفاقهم ويصبحون ساذجين بشأن المشاكل التي سيواجهونها.
عادة ما يكونون مقتنعين بأنهم وحدهم قادرون على قيادة شركاتهم الناشئة إلى النجاح. لأنهم أصحاب الرؤية والرغبة في بناء شركة رائعة. ويصبحون مرتبطين بها عاطفياً ، ويتحدثون عن المشروع على أنه "ابني" ويستخدمون لغة أبوية وقد يكون هذا الشعور طبيعي لأنه منذ بداية المشروع عندما كانت المؤسسة مجرد فكرة في ذهن مؤسسها ، الذي يمتلك كل الأفكار حول الفرصة ؛ حول المنتج أو الخدمة أو نموذج العمل المبتكر الذي سيستفيد من تلك الفرصة ؛ وحول من هم العملاء المحتملون. ثم يستأجر المؤسس أشخاصًا لبناء الأعمال وفقًا لتلك الرؤية ويطور علاقات وثيقة مع الموظفين الأوائل. وينشئ المؤسس الثقافة التنظيمية ، والتي هي امتداد لأسلوبه وشخصيته وتفضيلاته. ويحدد الموظفون والعملاء وشركاء الأعمال.
ثم يقع في منتصف الطريق بين إستراتيجية كان يعلم أنها لن تنجح وأخرى أعتقد أنها يمكن أن تكون ناجحة ولكن لم يكن من الممكن متابعتها بقوة. ثم يعقب ذلك الشعور بالإحباط الشديد لعدم القدرة على متابعة الاستراتيجية الجديدة بشكل صحيح ، وكل يوم يمر دون إحراز تقدم ملموس يكون خطوة أقرب إلى فشل شركته الأولى. على الرغم من أنه وضع كل ما لديه من أجل تجاوز هذه المرحلة. لكنه لم يكن لديه الخبرة الكافية لفعل ذلك.
التعليقات