يعتقد العديد من أصحاب المشاريع أن استهداف جميع الفئات الديمغرافية يمكن أن يجلب لهم عدداً أكبر من عمليات الشراء، و هذا للأسف اعتقاد خاطئ تماماً، لأنه من المستحيل أن نجد منتجاً في العالم تتفق عليه جميع آراء المستهلكين، و بالتالي فإن نجاح أي حملة مبيعات يعتمد بشكل أساسي على تحديد فئة المهتمين بالعلامة التجارية.

ما فائدة أن يكون المنتج مثالياً إذا لم يكن هناك من يهتم به!

علينا الاتفاق أولاً على أن المنتج المثالي هو ذلك المنتج الذي لديه صفات و خصائص ليست متوفر في غيره، و بإمكانه تلبية احتياجات العملاء و رغباتهم، و لكن ما الفائدة إذا كان منتجنا يتمتع بكل هذه الميزات و لم يكن هناك من يهتم به؛ هذا يوصلنا إلى نتيجة مفادها أن بناء استراتجية تسويق ناجحة حقاً، يتطلب منا استهداف فئة العملاء المهتمين بما نقدمه من خدمات و منتجات.

برأيي، إن مفتاح الحصول على ولاء دائم للعلامة التجارية مبني على معرفة العميل المثالي بشكل أفضل، فمن خلال دراسة سلوكياته و فهم طريقة تفكيره، يمكننا الوصول إلى المنتج أو الخدمة التي تلبي احتياجاته، لأنه ليس باستطاعتنا تقديم حلول إذا لم تكن لدينا فكرة عن مشاكل العملاء.

هناك فرق كبير بين من يصطاد في مياه مجهولة لا يعرف أي نوع من الأسماك سيصطاد، و بين شخص مدرك تماماً لنوع السمك الذي يرغب في اصطياده، فالأول سيبدأ بتجريب جميع أنواع الطعوم والخطافات، أما الثاني فيختار طعم واحداً مناسباً لأنه يعلم جيداً أي نوع تفضله الأسماك.

هذا المثال يعكس واقع ما يحدث في عالم الأعمال؛ فكلما اهتممنا أكثر بمعرفة العميل المثالي، كلما زادت فرصة تفاعله مع حملاتنا التسويقية و ساهم ذلك أيضاً في زيادة الإيرادات، لأن أكثر العملاء احتمالية للشراء هم من يهتمون بالفعل بمنتجاتنا.

يدفعنا الحديث عن أهمية العميل المثالي للتفكير في سؤال مهم من وجهة نظري. هل علينا أن نستهدف سوقاً متخصصة أم سوقاً عامة ؟