يعانى بعض أصحاب المشاريع الصغيرة من ندرة تمويل الحملات التسويقية والإعلانات، وعقبات في الوصول إلى الفئة المستهدفة من العملاء، ولا يدركون أن هناك عوامل يجب مراعاتها وهي كيفية خلق الوعي لدى العملاء بما يقدمونه من حُلول لمشاكل يعانون منها فعلياً، وهل هذا الوعي يتحقق بالإعلان أم التواصل المباشر أم عبر وسائل التواصل الإجتماعي، أو إنشاء موقع إلكتروني؟

ولذلك السبب؛ يظن البعض من أصحاب تلك المشاريع أنهم بمجرد إنشاء صفحة رقمية مجانية على وسائل التواصل المختلفة، أو موقع إلكتروني بسيط، سيزداد الطلب عليهم من كل حدب وصوب، لكن هيهات هيهات، فإن فكرة إرسال عملاء محتملين إلى الموقع الإلكتروني وصفحة التواصل ليست إلا بداية اللعبة الرقمية؛ وهنا تأتى استراتيجية العمل على جذب العملاء إلى مصيدة الشراء عبر دراسة رغباتهم، وتقديم محتوى يحتاجونه فعلاً؛ ليقضو وقتا أطول على الموقع الإلكتروني، أو تصفح قائمة المنتجات على وسيلة التواصل الاجتماعي المُستخدمة.

أضع نفسى أحياناً مكان العميل، فلا أَقدُم على الشراء بمجرد مشاهدة إعلان عابر، أو زيارة متجر الكترونى للمرة الأولى دون فهم تجارب العملاء الآخرين، لذا على أصحاب تلك المشاريع فهم أن ثقافة العميل تكمن في عدم الدخول في قرار الشراء المباشر إلا بعد مضي ٥ إلى ١٠ مرات من المفاضلة بين الأسعار، والخصومات والهدايا الممنوحة قبل مغامرة الشراء.

وأرى أن المعادلة الصعبة هي تحقيق هدف التسويق بأقل التكاليف، لكن ليس إلى حد البخل، فمن الجيد البداية حتى وإن لم يتوفر ما يكفي لتحقق تواجد المشروع، فلا أحد يستطيع تحقيق كافة الأهداف من الوهلة الأولى.

قد يبدو الأمر سهلاً في ظاهره، لكن السر فى بناء التواجد الرقمي الناجح هو إظهار الهوية والرسالة بوضوح، والمصداقية؛ لاكتساب وتعزيز الثقة، وتوطيد العلاقة مع العملاء، لكن هل حقاً النتيجة تُؤتي ثِمارها مع الوقت ومع التجارب التي يعيشها البعض أم لا؟ وهل هناك عوامل أخرى تُؤخذ فى الحسبان؟ .….آرائكم