كيف أختلف أنا عنك؟

مامنبعك؟

سوف تتسابق الأفكار وتستفرد إجابة واحدة عقلك تظنُ بذلك انك أجبتني وألجمتني وربحت فيها قضيتي البسيطة والتي ترى أن من السخف أنه مازال هنالك من يتساءل تلك التساؤلات إلى يومنا هذا ، ولكني عازمٌ على إعادة سؤالي ، كيف نختلف أنا وأنت؟

هل سوف تُجيبني أن شخصياتنا هي من تحكمنا وتجعل منّا أشخاصًا مختلفين؟

عزيزي يامن تحاورني يبدو أني أُخالفك الرأي

وكيف تُخلق شخصياتنا اصلًا؟ فما بدا لي من الحياة أننا لا نتميز بمفهومك هذا ، تلك التي يُذكر أنها "الشخصية"

امعن قليلًا بذاتك وبمن حولك فنحن لسنا إلا كيان مخلوق لا يجيد إلا ردود الفعل

مايصدر منّي ومنك ليس إلا ردة فعل لما يجول حولنا وما يصادفنا في حياتنا او مجرد تكرارٌ لأفعالٍ رأينا أنه من الصواب إظهارُها ومجاراة الحياة بها

وهل ردود الفعل هذهِ هي من تخلقنا؟

أم هناك حقًا مايُسمى بـ "الشخصية" وهي من تخلق هويتي وذاتي؟

لا عدمية ولا وجودية ولا عبثية أريد خوض نقاشاتها هنا فما أنا إلا طارحٌ لما يجول في خاطري

ولكن أحقًا مانحن إلا كيان لا يفقهُ تكوين ذاته ولا يعلم كيفية إيجاد منبعه؟ وكيف تعرف من أنت؟

ولكني رغم ذلك فأنا مؤمن أنهُ هنالك جزء مني ومنك يعبّر عن مكنون مافي نفوسنا وما يجعل منّا مانحن عليه

أخلاقنا ، ذكرياتنا ، حبّنا ، مبادئنا وما نؤمن به

إن النفس البشرية مسألةٌ لا يمكن فهمها بصورةٍ كاملة

ولا يمكن إيجاد غايتها مهما حيينا وكيف نستطيع إجابة ماليس لهُ نهاية ولا بداية؟

قليلٌ من يستطيع لمس عُمق النفس الإنسانية وسيكولوجية الإنسان وتمثيل مانشعر به وما ندركهُ

دوستويفسكي هو من معجزات الكون لقدرته على الوصول لتلك النقطة ... ذلك العمق الذي اتحدث عنه

فقد وصل لها وصوّر لنا ماتخفيه نفوسنا في اعماقها وتلك قدرة قلّة من يستطيع إمتلاكُها

فقد جعلنا نرى ماتنكره نفسي ونفسك وصراعاتنا الداخلية التي لطالما أعرضنا عن الإستماع لها وتلبية ماتريد إثباته من مخاوف وتكذيبات ايضًا

لذلك ليومنا هذا لا أستطيع إيجاد الإجابة التي ابحث عنها ولا أظن أنني سوف أجدُها

وهل تستطيع أنت؟

لا أعلم ما اذا كان كل هذا وهمٌ ام منطق ... إنكار أم إثبات ... هروبًا كان أم بحثٌ عن إجاباتٍ مُرضيه

أو كلامٌ كان من المفترض أن يكون مجرد "عابر" ولكن أبت النفس عبورهُ