"السينما مرآة المجتمع" الصنم الأكبر في الوسط ( الفني ) اللذي يتباركون به كل ما أرادوا تقديم منتج سينمائي وقح قليل الجودة للعقول المصرية، ببساطة المجتمع هو نحن و نحن حيواتنا مملة و إن حصرت أيامك في احداثا تستحق ان تعرض كفيلم ستجد جلها لا يصلح إلا للقمامة فعن أي مجتمع تتحدث؟ هو بالفعل مجتمع فأنتم تتخذون من المجتمع النموذج الأمثل تبتغون تقليده و لكنكم تنتقون من المجتمع ما تريدون، تستخلصون عصارة الأيام بغية التشويق و الإثارة و تلقون بالباقي في المحيط، فيبدوا و يكأنه المجتمع ولكن هو مجتمع مركز و محدد و موجه بالدليل اغلب الفتيات في مصر محجبات هذه النسبة لا تمثل ابدا بالسينما، فهل المرآة لا تعمل ام ماذا؟ هي تمثل فقط طبقا لوجهة نظر المخرج و المؤلف و الكاتب الحاصرين أنفسهم في أوساط إيجيبت و يتفاخرون بماضي من الحضيض ( نيشان "الرجل العصامي" ) و نعتقد بأنه المجتمع، دليل آخر هل تعتقد بأن الالياذة و الاوديسة او الأشعار القديمة كانت حق تمثيل للمجتمع، كلا فقد انتقد افلاطون و ارسطو تلك الأشعار الد انتقاد لأنها تشوه صورة الإله و لأنها مليئة بصور الشرك العبثية، آسف لكن هذا الجانب من التاريخ لا يروى بالرغم أن التاريخ مرآة المجتمع ولكن التاريخ كالسينما لا يكتبه سوى المنتصر من استطاع أن يمتلك القلم و القرطاس و أن ينشر ما كتب و بخلاف العلوم التجريبية الكل يصف العالم من منظوره فليس لأن الصورة متناسقة في فيلم أو رواية، بل لأن هذا هو الواقع فاحيانا كثيرة يكون الواقع أكثر فوضوية و عبثية من هذا بكثير و لكن هم فقط يقدمون لك رؤيتهم له وهل هذا خطأ؟ نعم، فانت تستخدم سلاح قوي قادر بلا شك على غرس الأفكار باعتبارها حقائق في اذهان الناس أو أمور تتسق مع معارفهم الخاصة و رؤيتهم للواقع، كأن الغني فاسد و أن المنتقبة متشددة دينيا و دواليك هذا الهراء اللذي لا يلقى إقبالا إلا من من يقبلون تلك الأمور كجزء من الواقع، و ما الحل إذا، الحل يكمن في ألا نقدم الواقع، نستغل العيب القاتل المكنون بقلب السينما بأنها لن تستطيع سرد الحقيقة الكاملة و نعمل على عدم سرد الواقع بل سرد واقعا نأمل وجوده، نتمناه، أفكار و تجارب محموده بغية تربية الجيل القادم تربية صحيحة، فعندما يتعرض ذلك الطفل أو حتى هذا البالغ إلى موقف مشابه سيستند إلى الرؤية المقدمة من قبلك للتعامل مع هذا الموقف، فشجعوا عن الإقلاع على التدخين و حفزوا علي القراءة و أدعموا التحدث باللسان العربي المبين و تفاخروا بأمجاد الماضي دون سخافة أو إلقاءا بشكلا عبثي في وجه المشاهد، فياسيدي إذا كان جوزيف جوبلز وزير البروباجندا في عهد هتلر كان يأبي تقديم البروباجندا للشعب الألماني دون المتعة و التشويق، فهل أنت يا صاحب الحق تريد تقديمه بشكلا سخيف.