سلامي إليكِ موصولٌ بالشوق، أما بعد:

بعيدًا عن كل ما حدث، وعن كل ما يحدث وما سيَحدث، كوني بخير لأجلي

أعلمُ جيداً أنّ كلاً منّا يحتاج وسطَ كل هذهِ الفَوضى إلى من يُرتب شتاته، ويحتاجُ إلى كهفٍ من لحمٍ ودمٍ يأوي إليه من كل هذا الفزع الذي ينقضُّ على قلبه، وإلى قلبٍ ينعزل فيه بعيدًا عن زيفِ هذا العالم القبيح، وإنّي أُشهد الله بأنكِ كنتَ لي كل هذا وأكثر

إني ممتنٌّ لكل مرةٍ أتيتكِ فيها باكيًا وأرجعتني ضاحكًا مستبشرًا، ولكلِّ مرة أصغيتِ فيها لكلِّ تفاهاتي التي تفوهتُ بها وكأنها أهم أخبارِ العالم، ولكلِّ مرة عانقتِ فيها فزعَ قلبي فصيّرتهِ آمنًا مطمئنًا، وممتنٌّ جدًا لكلِّ تلك المراتِ التي كنتِ فيها عُكازًا لروحي عند انكسارها

كلُّ ما أتمناهُ حقًا أن أكونَ نسمةَ الهواءِ العليل في ليالي صيفكِ شديدةِ الحرارة، وشمسًا أطلّتْ عليكِ عبر نافذة روحكِ فأضاءتْ ظلامها وأدفأتْ صقِيعهَا، وعصًا سحريةً رتّبتْ كل الفوضى داخلكِ

في الختام كوني بخيرٍ لأجلكِ هذه المرة ولأجل من تحبيهم.