أمّا بَعد، فَإني أبثُّ إليكِ بأشوَاقٍ ليسَت تَخفَى عَلى أحَدٍ مِنَ العَالمين، كُل مَن يَراني يَعلمُ بِأنّي عَاشِقٌ، وَكأنَّ عِشقكِ هَالةٌ مِن ضِياءٍ تَخرجُ من بَينِ جَنبَيّ، وَتَلمَعُ في عَينَيّ، وَتَنسَابُ حُروفُ اسمكِ مَعَ كلِ كَلماتِي، فَكأنكِ كنتِ أنا طُولَ السِنين، وَكأنكِ سَكنتنِي منذُ القِدَم، فَلم أعرِف حُبًا سِوَاكِ، وَلَم أسكُن قَلبًا قَبلكِ، وَلَم أرَى عُيونَ بنَاتِ حَواء مِن قَبلِ عَينَيكِ، فَكأنَكِ كُلُ نسَاءِ العَالم، وَورُودِ العَالم، وَضِيَاءِ العَالم، فَكأنكِ كُل الأشيَاءِ الجَميلة، وَأمّا قَبل، فَإنّي أُحِبُكِ كَمَا لَم يُحِب أحد مِن قَبل.