عَزيزَتي..

ليتكِ لم تغادريني، أو على الأقل شهدتِ على هَزيمتي لدى غيابكِ المَليء بِالغياب، ليتكِ سمعتِ غُصّتي التي لم يُصغِ لهَا أحد، ليتكِ لم تُفلتِ يدي التي ما عادت ترجو وَصل أحدٍ من بعدكِ، ليتكِ تمسّكتِ بحُبّنا كما تمزقَت أصابعي من شدةِ التمسّكِ بحبال وِدّنا، ليتكِ لم تأخذيني من الجميع وتدعيني وحدي، ليتني لم أنم على أمل رجوعكِ ومجابهةِ خيبةٍ ضخمةٍ في الصَباح، ليتنا وقفنا عندَ تلكَ الفترة الزَمنية عندما كانَ قلبكِ بأكملهِ لي وقلبي بأكمله لكِ، ليتني وضعتُ خاتمكِ بإصبعي ليتني بعدهَا متُّ شنقًا ولبستُ كفنًا ولم أشهَد هذه الأيام الكثيرة والمتزاحمة على قلبي في غيابكِ الذي يعجُّ بالألم، ليتني أخبرتكِ كل شيء قبل ذهابكِ، ليتني كتبتُ فيكِ ملايين الصفحات قبلَ رحيلكِ، ليتكِ لم تأت لي في حلمي البارحة وتُشعلي لهيبَ ذكرياتكِ في رأسي وقلبي وتتجاهليني، ليتكِ أصغيتِ ليتكِ فهمتِ إشاراتي، ليتكِ عرفت أنني لم أنسَ وأنه ليس عاديًا ولن يُصبح كذلك، ليت حُبكِ بقي لطيفًا خفيفًا على قلبي ولم يجلب لي كل هذه الخيبة والألم والشعور الفارغ تجاه كل شيء، ليتكِ لم تخرجي من حياتي كما لم ولن تخرجي من قلبي وذاكرتي وعيناي وجميع الوجوه من حولي ..

أما بعد: أحبّكِ أحبّكِ أحبّكِ ولن يسلبني شيء أو شخص هذا الحُب الملطخ بالورود وأدوية الاكتئاب اللعينة.