اننا نسئ فهم الحياة في كثير من الاحيان، ومن طبيعتنا البشرية ان نجهل الاسباب وراء بعض الاحداث ،،، أو ربما كلها !

اما اساءة فهم الحياة والتعامل مع مجرياتها فهذا لا يقع الا على عاتقنا نحن، فالذي يصر على العيش ضمن اطار معين محبوك بما يناسب هواه وراحته دون مرونه ،، فإنه سيشقى حتماً ! على المرء ان يسعى لإيجاد الحقائق وادراك كيفية التعايش معها ، وغير مطلوب منا جميعاً ان نصل الى كل المعارف،، يكفينا ان تتغير نظرتنا للامور ، ان نتمكن من الحكم على الاشياء بشكل منطقي ومتوازن، وواجب علينا جميعاً ان نبتعد عن الجهل ونودعه ،، فالجهل خطيئه وللخطيئة ثمن ،،

ان الحياة لا تسير على طريقنا ومسارها لا يناسب اهوائنا دائماً ،، بل نحن من نسير على طريقها ونحني بإنحائها ونعوج بإعوجاجها ... هذه حقيقه لا مفر منها ،، وان كل ما يجري بها وهو محيط بنا يؤثر علينا مباشرةً ،،

لكن ما الذي يجعل البعض مملوئاً بالرضا ،، لا تخلوا مفرادته من البهجة والثقة ،، بالنشاط والشجاعة حتى يخال اليك انه يرى حبال أمل خفيه لا يراها سواه ، أو انه قريب من الله الى الحد الذي يجعله متصلاً بالسماء اتصالاً تاماً والايمان قد صُب في نفسهِ، بوصوله لمرحلة قد سبق الجميع اليها ،،

لكن الظريف ان الامر ليس بهذا الشكل بالنسبة لهُ ،، فلا يوجد حبال امل يراها البعض ويعجز اخر عن رؤيتها وكلنا ابواب السماء مفتوحه لنا ولا يترك الله احد ،، شخصاً كهذا ما من سبب يجعلنا نراه هكذا سوى قوته الداخليه المبنية على اليقين بالله وثم بطاقته ،، القوه هي الاساس حتى ان الله تعالى قال : "المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف "..

الحقيقة أنها هي قوة البصيرة والقلب والروح ، فالذي يدرك ان مصدر كلماته وافعاله واندفاعاته ليس فمه ولسانه ولا عقله فحسب بل ان كل ما يخرج منه من الفاظ وافعال تخرج خالصة من الروح دون التخصيص على ماهيتها، فهو يسعى جاهداً للعمل على روحه ويغير ما يحوي لان البصيرة هي التي ترى والقلب هو الذي يسيطر،، لذلك تجد من يبسط ويجد الحلول وتجد من يعقد ولا يتقن سوى جعل الحياة محصورة بحيثيات معينة ويدس نظرته السوداوية بإبسط الاشياء، رغم وضوح الحياة المطلق ...

قد نرى الحياة احياناً غير منصفه ،،فمثلاً قد تظلمك بقعتك الجغرافيه التي تقطن بها،،، أو ربما اسرة كل فرد فيها قد تجرع الانانية منذ طفولته وكبروا على ذات الخطى والطباع وذات الرؤيه واذا خرجت طفرة من هذه العائله وارادت ان تزهر فانهُ يلاقي احباطاً وكل شخص منهم يفرض عليه رؤيته وطرحه ،، ويدس به فضوله ويحول ازهاره الى ذبول ،،

اعلم جيداً كم تكون الحياه قاسيه حين لا نلمك المال ،،، او حين نخاف عندما تتنصل كل الايادي من المسؤولية، ادرك جيداً أن الصمود ليس بذاك الامر الهين الذي نكتب عنه أو نتحدث عنه من بعيد

لكن هكذا هي الحياة وتذكر أن القدر مشيئة الله ولا تنسى انك كيفما ترى الحياة كانت لك ....

فهي دائرة مغلقه كل شئ عائد اليك بالطريقه التي تمنيتها والتي نظرت بها للغير ...

فلإجل ان نعطي زفيراً ينعش ايامنا علينا أن نمتلئ بشهيق نقي غير ملوث بالضغينه ،، وكما قلت انه ليس بالامر الهين ..

فمن بعد ان تخرج من خذلان عميق أو تجربة مرض قاسية أو حتى التعرض لخسارة لم تكن بالحسبان فالعودة الى حال افضل أو حتى مجرد العودة الى نفسنا القديمه يحتاج منا مهل وتريث ،صبر وامل ...

خارج أجسادنا تتضارب الاحداث وتتقلب، وبداخلها عوالم كبيرة نرى ونشعر ونتكلم منها ،،، مهما حاولنا اخفاء ما نحوي، واستحضر عبارة علي ابن ابي طالب رضي عنه،والتي بما معناه يوضح بها أن اللسان وتعابير الوجه تتكفل بسمؤولية اظهار المخفي ،،، اكان خيراً او شراً ،،،

عندما يحسن المرء صحبة نفسه تعجز الحياة عن كسره وتعجز الظروف عن ايقافه ،، عندما يعلم المرء أن الساكن بالروح يبقى بها ولا يمكن ان يغادرها حتى لو مرت اطياف من الحزن والخوف ،، فهي لا محالة سترحل لانه ليس مسكنها ،، تأتي بغتة وترحل ويبقى بنا الساكن الاصلي الذي احسنا مثواه وصحبته الا وهو الامل والايمان ... وربما اليأس والقنوط،، كلن وما يريد !

لربما هذا الكلام يعلمه الأغلب ،، ولكننا نتوه احياناً ونشتاق للتذكير، لنكمل الطريق الذي نرسمه نحن لإنفسنا فنحن مخيرين بالحياة، ولا عظمه اكثر من هذه وهبنا اياها ﷲ تعالى ، إنني اراها مسؤولية عظيمة وهبه ربانيه ميزت البشر، تتيح للشخص صقل شخصيته وبنائها .