الأنظمة التمثيلية (السمعي – البصري – الحسي) وعلاقتها بفهم وتثبيت المعلومات

في عالم التعلم الحديث وتطوير الذات، يبرز مفهوم "الأنظمة التمثيلية" كأداة فعّالة لفهم كيفية استقبال الإنسان للمعلومات ومعالجتها. تنقسم هذه الأنظمة إلى ثلاث فئات رئيسية: البصري، السمعي، والحسي (الحركي/اللمسي)، وكل منها يعكس الطريقة التي يفضل بها الفرد إدراك العالم من حوله.

أولًا: النظام البصري (Visual)

الأشخاص البصريون يتعلمون بشكل أفضل من خلال:

- الصور، الرسوم، الخرائط الذهنية، الألوان، الفيديوهات.

- يعتمدون على التخيل ويتذكرون التفاصيل المرئية.

أثره على التعلم:

يستطيع المتعلم البصري تثبيت المعلومات عند تقديمها بشكل مرئي، مثل الشرائح، أو الرموز، أو المخططات، مما يعزز سرعة الفهم والاحتفاظ بالمعلومة.

ثانيًا: النظام السمعي (Auditory)

يعتمد أصحاب هذا النظام على:

- الصوت والنغمة والنقاشات.

- يتعلمون عبر الاستماع للمحاضرات، والمحادثات، والتسجيلات.

أثره على التعلم:

يتفوق هؤلاء في الحفظ عن طريق التكرار السمعي، وغالبًا ما يستفيدون من المشاركة في الحوارات أو تسجيل الملاحظات صوتيًا.

ثالثًا: النظام الحسي (Kinesthetic)

يتميز المتعلم الحسي بـ:

- الارتباط العملي بالتعلم: التجربة، الحركة، اللمس.

- يفضلون "أن يفعلوا" بدلًا من أن "يروا أو يسمعوا".

أثره على التعلم:

يتذكرون المعلومات عند ربطها بأنشطة جسدية مثل كتابة الملاحظات يدويًا، تنفيذ التجارب، التمثيل العملي، أو حتى المشي أثناء المراجعة.

العلاقة بين الأنظمة التمثيلية وتثبيت المعلومات

كل إنسان يمتلك مزيجًا من هذه الأنظمة، ولكن واحدًا منها يكون هو الغالب.

عند استخدام الطريقة المناسبة لنظام المتعلم، فإن:

- الانتباه يزداد

- الفهم يصبح أعمق

- المعلومة تُخزن في الذاكرة طويلة المدى بسهولة أكبر

وبالتالي، فإن تكييف أساليب الشرح مع النمط التمثيلي السائد لدى المتلقي، هو ما يميز المعلم الفعّال عن غيره، وهو أيضًا ما يساعد المتعلم على الوصول لأفضل النتائج في الفهم والاستيعاب.

نصيحة ختامية:

سواء كنت طالبًا، أو مدربًا، أو مهتمًا بالتطوير الذاتي، احرص على تحديد نظامك التمثيلي الأساسي، وادمج جميع الأنظمة في عملية التعلم لخلق تجربة أكثر شمولًا وفاعلية.

بقلم: المدرب سليم فاروقي

مدرب تطوير ذات ومهارات تعلم والتفكير

مركز مستقبل الإنسان للتدريب والتطوير واللغات