لا شك بأنّ التعلم هو عملية تلقي المعرفة، و المهارات من خلال التعليم أو التطبيق مما يساهم في تغير انتقائي في النمط السلوكي بشكل قابل للقياس بهدف إعادة توجيه الفرد و تشكيل البنية الفكرية و التأثير على معدلي الذكاء العقلي IQ و الذكاء العاطفي EQ. لكن هل سبق لك و وجدت ميولًا تجاه أسلوب أو نمط تعلم معين؟
في الحقيقة نحن ك"متعلمون/طلّاب" تم تصنيفنا في طرق تلقي العلم و التعلم، و عند تحديد نمطك الملائم ستتمكن من تسريع عملية التعلم و جعلها أكثر فاعلية و متعة و إتقانًا. و قام هذا التصنيف يتقسيمنا إلى عدة أنواع من المتعلمين تحت ما يسمى بنموذج فارك للتعلم ( VARK LEARN) :
بصري Visual، سمعي Auditory، المتعلم التقليدي عبر القراءة و الكتابة Reading أو حسي حركي Kinesthetic
لكن قد يطرح البعض، وماذا يقصد بهذه الانواع؟ هنا سأستفيض بعض الشيء في شرح كل صنف و نمط تعلم للمتعلمين:
المتعلم البصري Visual :
هو المتعلم الذي يفضل الوسائل البصرية لمحاكاة معلومة معينة بغض النظر عن الفرع العلمي لها، حيث يتعلمون بشكل أفضل عبر الوسائل التعليمية البصرية كالصور و المخططات الشجرية و البيانية، كما تلفتهم الألوان لتمكنهم من ربط علامة ملونة مميزة من معلومة معينة مما يسهل عليهم التذكر و استرجاع تلك المعلومة. و يتم تنظيم المعلومات بناء على التعلم البصري إلى عدة أشكال مستخدمة:
- وضع قوائم للمهام و جدولتها.
- وضع رسوم و مخططات بيانية رقمية.
- الخرائط الذهنية و الشجرية.
- مقاطع الفيديو Educational Animation .
المتعلم السمعي Auditory :
تعتمد هذه الفئة من المتعلمين على حاسة السمع من حيث تغير نبرة الصوت، صوت معلم معين في فرع علمي أو مادة معينة، حيث يبدون أكثر تأثرًا بتغير طبقات الصوت ( النبرة الصوتية).
المتعلم التقليدي عبر القراءة و الكتابة Reading :
و هو الأسلوب الأكثر شيوعًا بين المتعلمين حول العالم، و هو الأسلوب الأساسي لجميع أنواع التلاميذ/ الطلاب/المتعلمين بشكل عام. كما تساعدهم الملخصات الكتابية و الملاحظات الجانبية في تذكر المعلومات و الممارسة عبر الكتابة و المذاكرة التقليدية لدى معظمنا.
المتعلم الحسي الحركي Kinesthetic :
و هي الفئة التي تظهر أعلى نسبة انضباط للمعلومة، حيث أن هذه الفئة من المتعلمين لابد لهم من تطبيق المعلومة تطبيقًا عمليًّا لتثبيت المعلومة لديهم. و هم أكثر ميولا لترك الملاحظات الكتابية و التعلم بالتطبيق و تدوين ما تم تعلمه من خلال التدرب و التطبيق العملي. و أقف هنا لدى عدة أمثلة كالجراحين ، و أطباء الأسنان، و التجار و أصحاب المشاريع المالية، و الصحابة رضوان الله عليهم في حفظ القرآن فلم يكونوا ليحفظوا آية إلا و طبقوا معنى الآية حتى يحفظوا ما بعدها .
و لكن تكمن مشكلة التعلم الحسي الحركي في ضياع الوقت في تجارب لم تنجح، و فقدان الشغف على البقاء في التجربة التطبيقية لما تتطلب الصبر و المثابرة. لذى يجب التحلي بالصبر و المثابرة لضمان نجاح عملية التعلم الحسي الحركي.
و يأتي أيضًا نوع آخر من المتعلمين و الذين لا يشكلون جزءًا من تصنيف فارك للتعلم ( VARK Learn ) و هم المتعلمون ضمن مجموعات أو ما يسمى بالتعليم الجماعي ( Group Learning) و هم الذين يتعلمون ضمن عدد من أشخاص مثل تبادل اللغات و القيام بالأبحاث لتبادل الخبرات و تطوير مهارات التواصل بشتى ألوانها مما ينتج عنه تفاعلات سيكولوجية محسوسة لتطوير الذات.
بالنسبة لي، كنت أفضل التعلم عبر الكتابة و القراءة فقط لكن لم يكن هذا كافيًا و لكن عندما دمجت هذا النمط مع التعلم الحسي الحركي الذي يعتمد على السمع و البصر حصلت على الاستفادة القصوى.
.وأنتم، أي نوع من المتعلمين و ما رأيكم في التعلّم الجماعي؟
التعليقات